نبيلة واحدة من بين الكثيرات اللاتي قمن بإزالة الشعر الزائد في الوجه بتقنية الليزر لتتخلص من الإحراج الذي كانت تعيشه عند حضورها المناسبات الاجتماعية، حيث قالت ''كنت أخجل في الأعياد والأعراس بسبب الشعر الزائد في وجهي، والذي كان، أيضا، سببا في خروجي المبكر من المدرسة، وأضافت ''لم أكن أتكلم مع أحد إلا ويدي على ذقني''• إحدى السيدات ممن إلتقتهن ''الفجر'' في عيادة أخصائي الأمراض الجلدية، أبدت رضاها عن النتائج، وعبرت عن ارتياحها لهذه التقنية، مؤكدة أنها لم تتعرض لأي مشاكل صحية أو أعراض جانبية، وانتهى حسبها زمن الخجل والخوف من مواجهة الناس• وحسب الأخصائية النفسانية لعبادي، فإن مشكل الشعر الزائد في الوجه يسبب عقدة نفسية لدى النساء بصفة عامة، وعند المراهقات بصفة خاصة، ذلك لأن حالتهن تكون أصعب في هذه المرحلة الحساسة، حيث يتسبب لهن هذا المشكل في الخجل، الذي يتطور إلى حالة من الانطواء والعزلة، وقد يؤدي إلى احتقار الذات والانتقاص منها، الشيء الذي يدفع الفتاة للبحث عن أي وسيلة تخلصها منه• ومع ظهور العلاج بالليزر زاد إقبال الفتيات عليه، وإن كلف ذلك أموالا طائلة، لأن نتائجه تظهر بسرعة اذا ما قورنت بالوسائل التقليدية، وتُرجع الأخصائية التوجه الكبير لهذه التقنية إلى وسائل الإعلام التي تروّج لها بالإضافة وجود فئة من الأثرياء تلجأ لهذه التقنية من باب التجميل، أما ذوي الدخل المحدود فلا يلجأون إليه إلا في الحالات المتطورة والتي تستدعي العلاج فعلا• ولمعرفة المزيد عن هذه التقنية في الجزائر انتقلت ''الفجر'' إلى أحدى العيادات الخاصة التي يشرف عليها الدكتور يوسف أخصائي في أمراض الجلد، ونقلت له استفسارات من يعانين من هذا المشكل، منها أسباب بروز الشعر الزائد في وجه المرأة؟ ومتى بدأت تقنية إزالة الشعر بالليزر في الجزائرو هل لها مخاطر صحية؟ يقول أخصائي: ''على الناس أن يفهموا أولا أن الليزر عبارة عن ضوء وليس نوع من الإشعاع كما يعتقد الكثير، حيث إن كلمة ليزر تعني الضوء المقوى بواسطة خاصية حث الانبعاث الإشعاعي، وعلاج الشعر بالليزر هو إزالة الشعر الزائد غير المرغوب فيه'' ويضيف: ''يعتبر الليزر الطريقة الوحيدة التي تقضى على بصيلات الشعر دون إحداث أي مشاكل بالجلد ودون ألم أو تدخل جراحي أو هرموني، حيث يعمل الليزر بواسطة نبضات حمراء سريعة تؤدى إلى تدمير بصيلات الشعر الزائد ودون تأثير على خلايا الجلد المحيطة وكذلك دون تأثير على الجسم عامة على المدى القصير أو البعيد''• سبعة عوامل وراء ظهور الشعر على وجه المرأة يقول أحد الأخصائيين: إن هناك عدة عوامل تؤدي إالى زيادة نمو الشعر بالنسبة للنساء، من بينها وجود مرض في المبيض، بحيث يكون هذا الأخير متعدد الأكياس فينتج كثرة الهرمون الذكري (التيستوستيرون)، بالإضافة إلى العامل الوراثي، وعامل الغذاء بحيث إن الأغذية الغنية بالزنك والكبريت تساهم في تزايد الشعر، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية (les corticoides)''• وهناك كذلك عامل الحرارة، خاصة عند ارتفاعها في فصل الصيف، وهناك فترات تمر بها المرأة يزداد فيها نمو الشعر، كفترة الحمل وبعد الولادة، بالإضافة إلى أن الطرق التقليدية في إزالة الشعر تزيد من نموه• وحسب ذات المتحدث فإن هذه التقنية جديدة في الجزائر، حيث إنها بدأت عام 2003 من طرف أخصائيين في أمراض الجلد فأشعة الليزر غير موجودة في الطبيعة، تتم بواسطتها تحطيم جذور الشعر بواسطة الحرارة المنتجة من شعاع الليزر ''الفوتوتاغمو ليز''• الفحوصات والتحاليل أولا هناك حالات تستدعي إزالة الشعر بالليزر وحالات أخرى لا ينصح بالليزر فيها، حيث يقول المختص ''يتطلب معرفة ذلك إجراء فحوصات للمبيضين وتحاليل للهرمونات ووفق النتائج نقرر هل حالتها تستدعي العلاج بالليزر أو لا، كما نقوم بتوجيهها للعلاج عند أخصائي إن استدعى الأمر ذلك''• أما في ما يخص الحالات التي لاتستدعي العلاج بالليزر، يقول الدكتور ''هناك عدة حالات يجب تجنب نزع الشعر فيها: - أولا حالة الحمل: ليس لأن الليزر يضر الجنين، ولكن لأن نفسية المرأة الحامل تصبح أكثر حساسية في هذه المرحلة• - ثانيا في حال العودة من العطلة الصيفية بحيث تكون البشرة سمراء• - ثالثا حالة وجود شامات في الوجه فيها شعر لايجب أن تلمس ولا يجب تطبيق العلاج بالليزر عليها• - رابعا حالة الشعر الرقيق أو ''الزغب'' لا تمس وإلا اكتض الشعر بدل أن ينقص• - خامسا حالة الشعر الأبيض والأشقر لاينزع بالليزر بل بتقنيات أخرى ستدخل الجزائر في المستقبل القريب• - سادسا يجب تجنب استعمال الليزر في منطقة الخدود والجفون والحواجب لأن الليزر قد يؤذي العين وبالتالي الرؤية''• هذه التقنية ممنوعة على المراهقات بخصوص الفئة العمرية التي يمكن معالجتها يقول محدثنا ''إن الأشخاص فوق الثلاثين يستجيبون أحسن من غيرهم لان نشاط الهرمونات عندهم يكون معتدل، ولا يستحسن لمن هم أصغر سنا أن يجروا هذه العملية كون النشاط الهرموني يكون في أوجه ولا أنصح بأن يلمس الشعر في هذه الفترة وإلا عاد الشعر للنمو وبشكل فضيع''• ويضيف: ''كلما كان الشعر كثيفا كلما كانت النتائج أفضل ولذلك يكون العلاج فعالاً أكثر عند الأشخاص ذوي الشعر الأسود أو البني الغامق لاحتوائه على نسبة أعلى من الميلانين الذي يمتص الضوء• ومن أجل هذا فإن الليزر غير فعّال بالنسبة لأصحاب الشعر الأشقر، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الشعر الأبيض (الشايب) لا يتأثر بالليزر وذلك لعدم وجود مادة صبغية فيه''• حذاري أيها الرجال•• ولأن العلاج بالليزر بدأ ينتشر بين الرجال يقول ذات المتحدث بهذا الشان ''قد يلجأ بعض الرجال إلى إزالة الشعر الكثيف المتواجد في الخدود والرقبة، لكن لا أنصح بذلك، لأنه غير مفيد إطلاقا مادام هرمون الكورتيزون نشط لديهم، مضيفا أنه بالإمكان مساعدة الرجال الذين يعانون من بثور في الرقبة• وأكد أخصائي الأمراض الجلدية أن نسبة نجاح العلاج بالليزر تتراوح بين 60 و80بالمائة، حيث إن الليزر يقوم بإنقاص كثافة الشعر بعد عدة جلسات على فترات متباعدة• وعن أمكانية عودة الشعر المنزوع بالليزر إلى النمو مع مرور الزمن فقال ذات المتحدث ''هناك بعض الحالات لايختفي فيها الشعر المنزوع نهائيا، لكن المتبقي يكون خفيف بالمقارنة مع الأول في هذه الحالة لابد من المتابعة''، وأرجع الاخصائي سبب معاودة نمو الشعر بعد فترة من العلاج إلى عدة أسباب من بينها أن تكون السيدة مصابة بخلل في الهرمونات، أو أن تكون تعاني من القلق الشديد، إلا أن الشعر الجديد يكون خفيفا وغير ملاحظ ولا يسبب لها أي حرج مثل الذي كان في السابق• تعليمات لابد من التقيّد بها وفيما يتعلق بالاحتياطات التي يجب على المريضة أخذها قبل وأثناء العلاج بالليزر، يقول الدكتور: ''أولا لابد من وقاية البشرة من أشعة الشمس، وذلك بوضع كريم الشمس لفترة لا تقل عن ثلاث الى أربع أسابيع قبل التعرض للعلاج بالليزر، ثانيا لا يجب نزع الشعر بالطرق التقليدية، فقط يجب قصه بالمقص على مستوى الجلد، حتى يكون امتصاص بصيلات الشعر لأشعة الليزر أحسن''• أما خلال فترة العلاج فيجب على المريضة وضع كريم مغذي بالإضافة إلى كريم الشمس، لكي لا يتغير لون البشرة وعليها أن تتجنب وضع العطور بشكل كامل سواء على الجلد مباشرة أو حتى في الثياب، لأن نسبة الكحول الموجودة في العطر تؤثّر على نتائج العلاج الليزر''• لا وجود لمضاعفات••• أكد الدكتور أنه لا توجد أية مضاعفات للعملية في حال التزام المريضة بنصائح وإرشادات الطبيب المعالج، وقد فند الإشاعة التي مفادها أن الليزر يتسبب في حدوث سرطان الجلد أو سرطانات أخرى، بقوله ''منذ بداية العلاج بتقنية الليزر لم تظهر أي إصابة بسرطان الجلد، ولا أي نوع أخر من السرطانات''• في سياق متصل أضاف ذات المتحدث ''العلاج بالليزر غير مؤلم وهو يتم في فترة قصيرة، فلا تحتاج جلسة الليزر لأكثر من عشر دقائق لإزالة شعر الوجه''• وأرجع تخوف السيدات من العلاج بالليزر إلى كون هذه التقنية حديثة في الجزائر وغير متعود عليها• خمسة مناطق تتوفر بها مراكز العلاج من جهة أخرى يؤكد الدكتور يوسف أن المراكز موجودة في كل من عنابة، العاصمة، وهران، المدية، وبجاية وهي غير كافية، لأن المرضى يأتون من المناطق الداخلية إلى الشمال لإجراء العملية وهذا شاق عليهم خاصة وأن العلاج يتطلب عدة جلسات بالنسبة للسيدات اللواتي يعانين من نمو الشعر في وجوههن•