تنتاب العروس المقبلة على الزواج حيرة كبيرة في اختيار الحلاقة المناسبة، التي تتولى مهمة “تصميم” تسريحة الشعر والماكياج.. لكن في الوقت الحاضر أصبح الحصول زوج المستقبل أسهل بكثير من أخذ موعد مع الحلاقات، الذي يتطلب تخطيطا مسبقا، خاصة أن الإقبال عليها متزايد من طرف النساء مع حلول فصل الصيف كما أنه أصبح مرهونا بتحديد تاريخ الزفاف، المتوقف هو الآخر على قرار أطراف أخرى، وخاصة مالك قاعة الحفلات. وللوقوف على الواقع وانشغالات العرائس، زارت “الفجر” مجموعة من صالونات الحلاقة.. فكانت وجهتنا الأولى شارع بلوزداد بالعاصمة، حيث تحدثنا مع صاحبة محل حلاقة في إحدى الأحياء الشعبية، وسألناها عن إقبال العرائس عليها، فكان ردها أن الإقبال كثير هذه الأيام، خاصة مع حلول موسم الأعراس. وعلى بضع أمتار عن الحلاقة الأولى دخلنا صالون حلاقة آخر بنفس الشارع.. قالت إلهام، صاحبة المحل، أنها تزاول هذه المهنة منذ سنوات عديدة، ولها زبوناتها اللاتي تتعامل معهن وذلك لثقتهن بها في اختيار الأنسب لهن من صبغات شعر، وآخر صيحات قصات الشعر، تزيدهنّ جاذبية وتألقا، وتجعلهن يتباهين بمظهرهن. تاريخ الزفاف مرهون بموعد مع الحلاقة وعن الموعد الذي تأخذه العروس، قالت حلاقة أخرى في شارع فيكتور هيغو بالعاصمة، إن الزبونات، خاصة المقبلات على الزواج، يطلبن من أهل العريس تحديد تاريخ الزفاف لأخذ موعد مع الحلاقة، حيث قالت ذات المتحدثة إن مدة حجز الموعد تتراوح بين 20 يوما إلى شهر . كانت محطتنا الرابعة مدينة القليعة بولاية تيبازة، وبالضبط في صالون حلاقة “فتيحة”، التي أكدت لنا أن ثمن التسريحات لديها يتراوح بين 15 ألف و25 ألف دج، وتدخل ضمنها عملية تنقية الوجه وطلاء الأظافر. وأضافت السيدة فتيحة قائلة: “العرائس تحدد موعدا معي وبعدها تقوم بتحديد تاريخ الزفاف، نظرا للإقبال الكثير على خدماتي، لذا ينبغي عليهن أخذ موعد وتسجيلهن في الأجندة التي أعمل بها”. وعن تاريخ حجز الموعد تقول الحلاقة إن العروس تضطر لحجز موعد مسبق في مدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة. تسريحات الشعر تجاوز سعرها 20 ألف دج تجاوزت تسريحات الشعر سقف 20 ألف دينار في كبرى محلات الحلاقة، كون هذه المحلات اكتسبت شهرة واسعة في ميدان الحلاقة والتجميل، وأصبحت تستقطب العرائس اللواتي يعشقن الأناقة. قالت السيدة شريفة، صاحبة صالون حلاقة بالقليعة، إنها تزاول هذه الحرفة منذ صغرها لعشقها كل ما هو جميل، كما أنها تتبع كل ما هو جديد في صيحات الموضة بأسعار باهظة، كونها مواد تجميل أصلية مستوردة من الخارج، لذا يتراوح ثمن التسريحات بين 20 ألف إلى 30 ألف دج. من جهة أخرى، قالت السيدة شريفة إنها تعمل وفق مجلات تحمل مئات الموديلات الجميلة التي يدخل فيها شكل الوجه ضمن التسريحة المناسبة. الجزائريات يفضلن التسريحات والماكياج اللبناني انتقلنا بعدها إلى مدينة بوسماعيل بولاية تيبازة، وكان لنا الحظ في التعرف على صالون حلاقة وتجميل فتح أبوابه حديثا. وبمجرد دخولنا إليه انتابنا شعور وكأننا في مملكة جمال نظرا لجمال الديكور بداخله، تحدثنا مع صاحبته التي رحبت بنا واستضافتنا في محلها الأنيق، حيث قالت السيدة أمال إنها تهوى الحرفة بعد حصولها على شهادات كبيرة في فن الحلاقة والتجميل. وقالت محدثتنا إن العرائس يحبذن التسريحات اللبنانية وكذا الماكياج، حيث تستعين ب “البوستيج” أو الشعر المستعار بالنسبة للعرائس ذوات الشعر القصير، كما يراعى فيها الألوان المناسبة لملابس العروس. وتستعمل الإكسسوارات أيضا في تسريحة الشعر التي تضفي عليه جمالا، حيث تختلف أشكالها وألوانها من “تاج ماسي” و”ماسكات” على شكل ورود، ويحتسب سعر الأكسسوار خارج سعر التسريحة ويدفع ثمنه مسبقا كعربون أو ضمان في حالة عدم إرجاعه أوإتلافه. جلوس العروس في الغرفة السرية أكدت لنا السيدة أمال بأن قاعة التزيين لديها خاصية، حيث تجلس العروس في غرفة خالية من المرايا، وبعدها تقوم العروس باختيار طلبها، إلا أن الحلاقة هي التي تقوم بدورها حسب شكل الوجه وكذا التسريحة الملائمة له، وفي الأخير تترك مفاجأة اكتشاف الشكل النهائي في الغرفة المجاورة. وأضافت المتحدثة “أن العرائس تبقى على أعصابهن وتنتظرن بفارغ الصبر متى يرين أنفسهن، كما أننا نقوم بطمأنة الزبونات منذ البداية، لدرجة أن الكثيرات انبهرن بشكلهن.. ليصرخن بأعلى صوت من فرط الإعجاب، لا أصدق أهذه أنا حقا؟َ”.