المختصون يكشفون ارتفاعا "محسوسا" في عدد مرضى السكري أكدت رئيسة مصلحة داء السكري بالمستشفى الجامعي "لمين دباغين" بباب الواد البروفيسور فوزية سكال أن الجزائر تسجل ارتفاعا "محسوسا" في عدد المصابين بداء السكري في الوقت الذي تبقى فيه الوسائل المادية و البشرية المتوفرة للتكفل بالمرضى "غير كافية". وأبرزت البروفيسور سكال خلال أشغال الدورة السادسة للاتحادية المغاربية لداء السكري وأمراض الغدد نقص الوسائل البشرية والمادية للتكفل بالمرضى المصابين بداء السكري متأسفة في الوقت ذاته لنقص تنظيم العلاج على مستوى المؤسسات الاستشفائية. وأكدت أنه "بالرغم من الجهود التي تبذلها السلطات العمومية لإعادة تأسيس دور المصابين بداء السكري على كافة التراب لوطني، فإن التكفل يبقى غير كاف بالنظر إلى عدد المرضى الذي يرتفع باستمرار، ملحة على أهمية إعادة هيكلة مصالح داء السكري بالمؤسسات الاستشفائية على كامل التراب الوطني، و أضافت في ذات السياق أن هذا المرض الذي ينتشر بسرعة "مذهلة" يعتبر مشكل صحة عمومية، مشيرة إلى أن خطورته تكمن في آثاره السلبية على العديد من أعضاء الجسم ما يؤدي أحيانا إلى بترها و إلى اضطرابات في عمل شرايين القلب مما يتطلب أعمالا وقائية، ومن جهته أوضح رئيس مصلحة داء السكري بمستشفى وهران الجامعي البروفيسور محمد بلحاج مختلف الجوانب المتعلقة بهذا المرض "الخفي" و"الصامت" والذي يجب التكفل به مع إشراك الشخص المصاب، و أكد أن "أول سبب لفشل العلاج يعود إلى عدم استجابة المريض للعلاج وعدم تناوله الدواء بانتظام و احترام النظام الغذائي الواجب اتباعه". وفي ذات السياق أبرز البروفيسور بلحاج أهمية "إتباع نظام غذائي خاص والقيام بتمارين رياضية و إنقاص الوزن لاسيما وأن الدراسات أثبتت أن النشاط الجسدي قد يقلص من أخطار المرض لدى الشخص المصاب به". وفي أثناء حديثه عن التكفل بهذا المرض، أوضح أن التغطية الصحية الخاصة بداء السكري في الجزائر جيدة "باعتبارنا نتوفر على كل الأدوية الخاصة بهذا المرض". وكان عدد من الأطباء قد كشفوا قبل أيام قليلة خلال الأيام الدولية الثالثة حول داء السكري في قسنطينة، أن 10 بالمائة من المصابين بالسكري يجهلون إصابتهم به من أصل 2,5مليون مصاب على المستوى الوطني، كما أجمع المشاركون في الأيام الطبية أن الجزائر معرضة لارتفاع العدد عل غرار كل دول العالم، بالمقابل فإن الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة الدولية أكدت أن عدد المصابين في العالم يصل إلى 220 مليون مصاب، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع إلى ثلاثة أضعاف سنة 2015، وأن 25 بالمائة من العدد الإجمالي للمرضى سيكونون من الشباب. وكان البروفسور بلحاج مصطفى، في الأمراض الداخلية كاشفا عن النقص الكبير في مجال التكفل بالجزائر من حيث الوسائل والأدوية وتكوين الأطباء، وأضاف إن 50 بالمائة من المصابين بداء السكري حدثت لديهم مضاعفات كفقدان البصر أو الشلل ، وأكد من جهته، رئيس مصلحة الأمراض الداخلية بمستشفى بن باديس وأخصائي في أمراض السكري، البروفيسور رولا، أن الجزائر تحتل المرتبة الأولى في المغرب العربي من حيث ضمان الأدوية والأنسولين السريع للمريض، مضيفا أن المجتمع الجزائري انتقل من مرحلة الآكل الطبيعي إلى مرحلة الآكل السريع دون أخذ الاحتياطات، وكشف المتحدث أن العيادة المتخصصة لمعاينة الداء السكري بالمنظر الجميل بقسنطينة استقبلت ومنذ فتحها لحد الآن 5 آلاف مصاب مسجل، من جهتها أكدت بعض المصادر الجمعوية أن 40 بالمائة من المصابين بداء السكري في الجزائر غير مؤمنين.