أوضح أمس الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، جمال بن عبد السلام، أن توجه الحركة نحو عنصر الشباب يهدف إلى العمل على ترقية الممارسة السياسية وزرع قيم الديمقراطية والوطنية استعدادا لتسليمها مشعل القيادة في البلاد، بعد العزوف الكبير الذي أصبح سمة الشباب عن أية استحقاق أو عمل سياسي وطني، مضيفا أن التنسيق المعلن في وقت سابق مع حركة النهضة لا زال يراوح مكانه دون تقدم يذكر لعدة أسباب• وذكر جمال بن عبد السلام، في تصريح ل''الفجر''، أن الندوة المنعقدة في الأيام الماضية من طرف حركة الإصلاح كانت لإعلان انطلاقة جديدة في السياسة العامة للحركة بالاعتماد على فئة الشباب من خلال فتح مجالات المشاركة الفعالة في الممارسة السياسية الوطنية استعدادا للمستقبل من جهة، ودفعها للتعبير عن رأيها والمشاركة في صنع القرار وطرح مشاكلها والحلول التي تراها مناسبة من جهة أخرى، باعتبار أن هذه الفئة تمثل مستقبل الجزائر بنسبة 80 بالمائة• وقال مسؤول الحركة ''أصبح الجميع يتحدثون عن نسبة الشباب المرتفعة دون أن يفسح لها المجال للمشاركة في قرارات البلاد''، وأن الاستحقاقات التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة جعلت الطبقة السياسية تدق ناقوس الخطر وتلتفت إلى أسباب العزوف الذي ميز مختلف الاستحقاقات، ليخرج الجميع بموقف واحد يدعو إلى ضرورة العودة إلى الشباب ودفعه للممارسة السياسية والمشاركة في صنع القرار''، وأضاف أن ''حركة الإصلاح الوطني من بين الذين يعتمدون على فئة الشباب، وما القانون الأساسي للحركة في التداول على القيادة والمسؤولية إلا دليلا على ذلك''• وكشف الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني عن تسمية التكتل الذي سيعتمده في إطار التوجه الجديد لمشاركة الشباب في الحياة السياسية بعد انعقاد الندوة الأخيرة الخاصة بهذه الفئة، قائلا إن الحركة ستعتمد على تنظيم شباني تحت اسم '' شبيبة الإصلاح الوطني المستقلة''، التي ينتظرها عمل كبير لترقية الفئة من خلال تنظيم الندوات والدورات والورشات يؤطرها أساتذة جامعيون وإطارات من الحركة وشخصيات وطنية، وستعمل بصفة مستقلة عن حركة الإصلاح ودون تدخل منها، باعتبارها منظمة مستقلة في اتخاذ ما تراه مناسبا وفق الإطار الأساسي للحركة الأم، وذلك لأجل تجسيد حرية التسيير والمناقشة والتدبر باعتبارها المعنية الأولى بمشاكلها والحلول التي تراها مناسبة، وقال'' ذلك يساهم بشكل كبير في حرية المناقشة ووضع الشاب أمام مسؤولياته في المشاركة السياسية وتدبر أموره التي يعانيها، فالشاب لا يفهمه ولا يحس به إلا شاب مثله''• ورد بن عبد السلام، على سؤال ''الفجر'' حول التنسيق مع حركة النهضة، التي تم الإعلان عنها في وقت سابق، أن العملية تراوح مكانها، باعتبار أن كل طرف منشغل بأمور حركته، وزادها الاستحقاق الأخير تباعدا بعد أن شاركت حركة الإصلاح في الرئاسيات وقاطعتها حركة النهضة معلنة تقاربها مع جاب الله، وقال ''منذ الرئاسيات لم يتم أي لقاء بين الحركتين في هذا الاتجاه، ولم يتم التحدث عن وثيقة التنسيق''، غير أن المستقبل سيكشف عن جديد عملية التنسيق الذي قد يكون إيجابيا، باعتبار أنه لم تلغ الوثيقة وإنما تبقى متوقفة إلى حين غير معلوم•