مع قدوم شهر رمضان، تتعدّد صور الفرح والترحاب به••• فهذا الرجل يقتني مصحفا جديدا، وذاك الشاب يتعهّد بالإقلاع عن التدخين، وتلك المرأة ترتّب للتوفيق بين مشاغلها في البيت وحضور صلاة التراويح• وإذا كانت النساء تنظفن منالهن وتجملنها عندما يحل هذا الزائر المرغوب فيه والمحبوب، هناك من لا يتوانى عن تزيين بيت الله الذي يشهد الكثير من العبادات، لاسيما صلاة التراويح والدروس في رمضان• وإحدى أجمل صور هذا الاحتفاء بالشهر الكريم تبقى في إقبال أهل الجزائر على الاعتناء بالمساجد تنظيفا وتطييبا وتجديدا لمفروشاتها وطلائها، وكذا صيانة الكهرباء والسباكة وأجهزة التكييف والميكروفونات، وكأن رمضان ضيف سينزل ببيوت الله، فقد انكب عمّار المساجد والكثير من الشباب والقائمون عليها طيلة أيام الأسبوع الأخير من شهر شعبان على تنظيف المساجد وتزيينها، حيث يقوم الشباب بالتطوع في حمل الأفرشة إلى سطح المسجد أو ساحته الخارجية ويعرضوها لأشعة الشمس، بعد غسلها• كما تطوّع العديد من المحسنين للتكفل بتجديد طلاء بعض المساجد واقتناء أثاث جديد لها أو حاويات جديدة للماء ومكبرات صوت جيدة، ليستمع المصلون لترتيل القرآن في التراويح وتجويده في المسابقات الدينية• وخلال هذا الشهر يقبل الكثير من الشباب على الصلاة والحضور إلى جلسات الحلقات في المساجد، حيث تكتظ جنباتها بالمصلين من الرجال والنساء• وفي السياق ذاته، تتخذ بعض الفتيات شهر رمضان مناسبة لارتداء الحجاب وحضور الدروس الدينية التي يزداد نشاطها وحجمها في ليالي الشهر المباركة• كاميرا من الإمام الخطيب إلى جناح النساء في مسجد بسطيف يعرف أحد المساجد في مدينة سطيف تطورا وعصرنة، بعدما وضع القائمون عليه بصمة خاصة ميّزته عن سائر المساجد الأخرى، فقد اعتمد فيه وضع كاميرات موجهة للإمام وذلك لنقل شعائر صلاة التراويح وكذا دروس وخطبة الجمعة إلى الجناح الخاص بالنساء، اللواتي بإمكانهن متابعة الإمام أثناء الدرس أو الخطبة على شاشة تلفزيون وضعت في جناحهن• هذه التجربة -يقول القائمون على المسجد- أعطت نتائج إيجابية، حيث قلّ الضجيج الذي كانت تصنعه النسوة في جناحهن، وأصبحن لا يتحدثن إلا للضرورة القصوى، ويفضلن متابعة الإمام الخطيب أو المدرّس•