يقول الرسول الكريم عليه أفضل صلاة و أزكى تسليم: " للصائم فرحتان، فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه." (رواه البخاري). إذن، إنه العيد، عيد الفطر المبارك الذي يعقب شهر الصيام، العيد الذي هو بهجة الجميع و فرحة المسلمين بإتمام ركنهم الرابع من أركان الإسلام. و لئن كانت أيام العيد ، تتسارع العائلات السطايفية للتحضر لهذا الموسم الخيري، إلا أنه و مع مرور الوقت، نجد هناك العديد من العادات المتميزة تلاشت و اضمحلت في أوساط المجتمع السطايفي،منها ما كانت تقوم به" العمريات" السطايفية قديما من تحضير لمختلف أنواع الحلويات و أشهاها في البيوت لتبعث بها إلى "الخباز" أين يتم طهيها، في وقتنا الراهن، أصبحت هذه العادة لا مكانة لها في مجتمعنا، إذ نجد أن نساء اليوم، أصبحن يقتنين حلويات العيد من المحلات المتخصصة في صنع الحلويات الجاهزة إلا من رحم ربي ،هذا ما أكدته لنا السيدة حورية صاحبة محل تحضير الحلويات.. أيام العيد، أيام فرحة، أنس و تآلف للأرواح. ففي وقت مضى، كانت العائلات السطايفية تزين بيوتها و تغير ديكورها حتى تستقبل المهنئين و الزوار لتبادل تهاني العيد في جو تسود فيه مظاهر الألفة و التقارب، لكن وللأسف الشديد، مع التطور الذي يشهده العالم الآن، أصبح تبادل التهاني يتم عبر الرسائل الإلكترونية(e-mail) و الرسائل القصيرة (sms) و لا يكلف الواحد منا نفسه للذهاب و زيارة أخيه المسلم لما في ذلك من صلة للأرحام و أجر عظيم عند المولى جل و علا.. من جهة أخرى، هناك الكثير من النسوة عامة و الشابات خاصة من ينتظرن حلول العيد المبارك لأجل التباهي بوضع " الحناء" المحبوبة كثيرا عند الرسول الأكرم عليه الصلاة و السلام باعتبارها ثمار الجنة، في حين نجد في وقتنا الحالي، فئة قليلة جدا ممن لازالت محافظة على تراث أجدادنا و عادات مجتمعنا المحلي السابق، و مع ذلك نجدهن يضعن القليل منها، خصوصا أنه اليوم أصبحت الأسواق تعج بالطوابع الخاصة لوضع " الحناء" (tatouage) ، ما ينتج عنه استغلال كمية قليلة جدا منها عكس جداتنا التي كثيرا ما كانت تحني قدميها و يديها الاثنتين أصابعها و باطنها.. حتى الأطفال من جهتهم، الذين كانوا يخرجون بلباس العيد و ينتقلون من بيت لآخر لأجل التهاني و جمع العيدية( نقود العيد) أو حتى هدايا خاصة لهذه المناسبة العزيزة على الكبار و الصغار،أصبح اليوم انشغالهم الوحيد الخروج و اللعب بالمفرقعات الضارة على اختلاف أنواعها و أحجامها..لتبقى عادات سلفنا السابق لها نكهتها الخاصة مضفية بذلك أجواء مميزة على مختلف المواسم الدينية خصوصا موسمي العيد.