لا تخلو المائدة الجزائرية في شهر رمضان من طبق الشوربة الذي يعد من أهم أنواع الحساء على الإطلاق، الأمر الذي يفسر الإقبال الكبير على الفريك• ولمعرفة سر هذا الأخير انتقلت ''الفجر'' إلى أحد الأسواق الشعبية ببلوزداد في العاصمة المعروف ب''مارشي .''12 تحدثنا إلى صاحب محل بيع التوابل قال: ''إن سر عشق ربات البيوت للفريك الذي يعتبر عنصرا أساسيا في تحضير الشوربة لما لديه من خاصية هامة، كونه يفتح الشهية ويؤهل الصائم لتناول بقية المأكولات''• ويواصل محدثنا ''وفق تجربتي الشخصية تحتاج عائلة متكونة من 6 أفراد إلى كيلوغرامين من الفريك لشهر رمضان، إلا أنه من المؤسف هناك من يبيع الفريك المغشوش وذلك بالقيام بتغيير اللون أو خلطه بمواد أخرى، مثل الجلبانة الجافة وذلك لجلب الزبائن• ويبقى الفريك السطايفي من أجود أنواع الفريك• ويعتبر الفريك من المواد الأكثر استهلاكا في شهر رمضان، حيث كان الفريك حاضرا في السوق الذي زرناه، والذي تأرجحت أسعاره بين 180 دج و200 دج للكيلوغرام الواحد• وككل سنة لم يفوت الباعة في الأسواق فرصة التفنن في عرض مختلف المواد الغذائية، التي يكثر عليها الطلب عشية رمضان، يتقدمها الفريك الذي لا يفارق المائدة الجزائرية في عدة مناطق من الوطن• وعموما، تصنع المواد الغذائية الحدث، الذي يتجلّى من خلال ''المفاوضات'' الساخنة التي تتم بين الباعة والمتسوقين الذين تشكل النسوة غالبيتهم• وكشفت جولتنا الاستطلاعية، التي قادتنا إلى أحد الأسواق بالجزائر العاصمة أن الباعة عرضوا عدة أنواع من الفريك، ويبدو أن حمى الأسعار تتفاوت من بائع لآخر• وعن شروع النسوة في اقتناء بعض مستلزمات شهر رمضان، اشتركت إجابة مجموعة من النساء كن يتسوقن بالسوق، في أنهن بدأن باقتناء ما يتطلبه هذا الشهر وخاصة الفريك، لكنهن واجهن غلاء الأسعار الذي يتجدد في كل رمضان وعلى حد تعبير إحداهن ''الخيرات موجودة بوفرة، ولكن الأسعار تلسع الجيوب''• سيدة أخرى استوقفناها بذات السوق، ذكرت أنها شرعت في اقتناء العديد من المواد الاستهلاكية، لكن بأثمان لا ترحم الميزانية، وبعبارة أخرى قالت:''لا يمكننا الاستغناء عن الفريك الذي يعتبر العنصر الأساسي لتحضير الطبق الرئيسي، ألا وهو الشوربة، لكن يجب التمييز الجيد بين نوعية الفريك واختيار العينة الجيدة نظرا للفريك المغشوش الذي يباع''• فبالرغم من غلاء الأسعار والغش في بيع الفريك، إلا أن العائلات تقبل على شراء المواد الغذائية، وهو دليل على الترحيب بشهر رمضان كضيف عزيز يحل شهرا في السنة•