تتنافس الفضائيات الدينية في شهر رمضان على تقديم الأفضل للمشاهد العربي، ويتوه المشاهد الجزائري بين هذه القنوات، لكن الأمر يختلف هذا العام، مع بزوغ قناة القرآن الكريم، وفي أول رمضان لها• ''الفجر'' زارت القناة للوقوف على جل التحضيرات، وعلى فريق العمل البسيط الذي يسهر عليها•• مكاتب صغيرة يتقاسمها عدة موظفين، وجو عمل ملائم بإقامة الدولة مقر القناة،•• أين التقيت بمحمد عوادي مدير القناة، الذي دردشت معه حول برنامج القناة الرمضاني، مشاكلها، وكذا طموحاتها•• قناة القرآن في أول رمضان لها، ماذا حضرت له؟ أولا انطلقت القناة في البث المباشر حيث كانت من قبل كل الحصص مسجلة، وأولها صلاة الجمعة التي بدأت القناة في بثها، وهذا بعدما كان البث فيها يبدأ على الساعة الرابعة مساء، لكن في هذا الشهر الفضيل تبدأ في حدود منتصف اليوم والنصف، يعني قبل بدء الصلاة، حيث سينقل الدرس والصلاة معا من عدة مساجد في عدة ولايات منها قسنطينة، وهران، مسجد القدس بالعاصمة، معسكر، وفي المستقبل نتنقل عبر مساجدنا في كل ولايات الوطن. كما أنه ولأول مرة أيضا التلفزيون الجزائري ينقل صلاة التراويح ونحن جزء منه، أين ستنقل الصلاة من مسجد الأمير عبد القادر من قسنطينة، لأنه مسجد واسع وفيه كل التسهيلات للنقل منه، والحمد لله هناك ردود أفعال جيدة وطيبة من المشاهد الجزائري الذي استحسن هذا الأمر، هذا إلى عدة برامج مسجلة، منها شريط حقائق قرآنية، سحر الخل والريحان، هلا سألوا، دروس محمدية، لقاء خاص، مالي مالي، ناس وناس••• هذا عن جديد البرامج الجزائرية، وماذا عن شراء برامج عربية خاصة مسلسل ''صدق وعده'' الذي يثير ضجة هذه الأيام؟ أكيد هناك برامج عربية اشترتها القناة، مثل المسلسل العربي ''صدق وعده''.. هذا المسلسل الذي أثار ضجة حوله وقال البعض عنه كلاما كثيرا، لكن العمل جيد والممثلون جيدون، وكذا مخرجه معروف بأعماله الرائعة، وبما أن التلفزيون لديه الحق في حذف ما لا يعجبه وبالتالي لنا الصلاحية في حذف بعض المشاهد، هذا وأكرر أنه مسلسل ما شاء الله ولا نريد أحكاما مسبقة.. وعلى المشاهد الجزائري مشاهدة المسلسل وإن رأى فيه شيئا مشينا فليقل• على أي أساس تم اختيار هذا المسجد دون آخر في نقل الصلوات، خاصة أن هناك تعليمة لوزارة الشؤون الدينية حول توحيد الخطب؟ أبدا لا توجد أي مقاييس، واخترنا هكذا دون أي مقياس معين، كما أننا في المستقبل إن شاء الله سنعمم النقل ويكون من 48 ولاية مستقبلا، والاختيار كان على مسجد الأمير عبد القادر من قسنطينة، لأنه كما سبق وقلت مسجد كبير جدا والعمل فيه بسهولة• تعددت القنوات الدينية وتنوعت، فماذا حضرت القناة لشد الجمهور الجزائري إليها؟ لا يخفى على أحد أن التحضير للقناة تم في شهرين فقط وهناك انطلقنا من إنتاج جزائري يفوق ال90 بالمائة، في وقت كل القنوات تستعين بمرتلين ومجودين عن طريق التسجيل القديم، إلا عندنا فكلهم جزائريون، وهذا تميز في حد ذاته، أما الآن هناك بعض البرامج تشتريها القناة. وبخصوص تعدد القنوات والتي تاه بسببها المشاهد الجزائري، وأصبح لا يتقن الاختيار، حاولنا أن نحضر مادة مهمة، جيدة، متنوعة، وتهم المشاهد الجزائري، وتراعي مذهبه وخصوصيته، وبالتالي يكون التميز على باقي القنوات، كما اعتمدنا على البرامج القصيرة حتى لا يمل منها المشاهد، حيث قدمنا مادة قصيرة، نحاول أن نقدم برنامجا تلفزيونيا بأتم معنى الكلمة، حيث نحاول أن يكون عندنا أحسن ديكور، أفضل منشط، الاهتمام بجماليات الصورة، المهم أن يكون البرنامج مفيدا ومريحا، وما على المشاهد الجزائري إلا المتابعة• وماذا بخصوص التوقيت الجديد، هل سيستمر بعد رمضان؟ القناة ومن خلال التوقيت الجديد في شهر رمضان، الذي يبدأ من منتصف اليوم والنصف إلى غاية الواحدة ليلا، وفي باقي الأيام يبدأ من الثالثة بدل الرابعة - التوقيت السابق- ونرجو أن نستمر في هذا التوقيت بعد رمضان إن شاء الله، وهو ممكن جدا، ونرجو من المشاهد أن يتابعنا ثم يحكم علينا، وينتقدنا حتى نحسن أكثر• على ماذا تركزون في برامج القناة؟ نركز على عدة نقاط في برامج القناة، حيث راعينا خصوصيات المجتمع وطبيعته، العائلة الجزائرية وعاداتها وتقاليدها، فالمشاهد الجزائري كان تائها بين القنوات، خاصة إذا أراد أن يأخذ الفتوى، حيث تراعي قناة القرآن الجزائرية، كل هذه الأمور حتى الجو الذي يعيش فيه الجزائري وتتماشى مع ثقافته ومذهبه المالكي، ورأينا مثلا برنامج ''هلا سألوا'' في حلقته الأولى وبالرغم من قصر الوقت، جاء بنتائج طيبة، حيث أن المكالمات الهاتفية لم تنقطع. وبما أن المشاهد الجزائري فوق كل اعتبار، فالقناة تسعى لتلبي كل ما يحتاجه• نعود للمشاكل الإدارية التي تتخبط فيها القناة، خاصة مشكل الموارد البشرية، وغياب صلاحية للقناة في التوظيف؟ لا يوجد لدينا مشكل الموارد البشرية على الإطلاق، والعنصر البشري المتكون موجود في التلفزيون الجزائري، وبما أن قناة القرآن قناة تابعة للتلفزيون، فنحن نستفيد من الخبرة الموجودة واختارت القناة أحسن الخبرات الموجودة فيه، وقناتنا غير مستقلة ماديا وإداريا على التلفزيون، وما يجري على التلفزيون الجزائري كمؤسسة عامة يجري علينا، فالتوظيف يتم عن طريق التلفزيون لكن هذا لا يمنع من أن تكون عندنا استقلالية مستقبلا، لكن أكرر أن قناتنا ما هي إلا قناة من قنوات التلفزيون الجزائري ويجري عليها ما يجري على الباقي• يقال إن القناة قبل أن تكون للقرآن كانت مشروعا لقناة المعرفة، فكيف تم هذا الانتقال، ثم ألم تجدوا صعوبة في تغيير ومواكبة هذه البرامج للموضوع الجديد؟ لا أبدا، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق، كل ما في الأمر أنني كنت المشرف على مشروع قناة ''المعرفة'' ثم كلفت بإنتاج قناة القرآن الكريم. ومشروع قناة المعرفة مازال قائما لكنه معلقا فقط ولا علاقة لبرامج المعرفة مع برامج قناة القرآن، طبعا هذا لا يمنع من وجود بعض الأفكار التي طرحت في قناة المعرفة طرحت أيضا في قناة القرآن الكريم لأن قناة المعرفة تعتمد على كل ما هو معرفة، وهذا يتماشى وخصوصية القرآن الكريم، كما أن المعرفة الدينية كانت من ضمن برامج المعرفة، خاصة ما تعلق بالبرامج المخصصة للفكر الإسلامي، وسترى هذه القناة النور قريبا إن شاء الله• قناة دينية متخصصة، في وقت تثار كل يوم مشكلة، إما بسبب الفتوى، أو توجه فكري معين• هل سنرى برامج جدلية عبر شاشتكم تناقش قضايا المد التشيعي، أوالفكر الوهابي مثلا، هل من رقابة على هذه المواضيع؟ طبعا كل قناة تهتم ببرامج جدلية حوارية حسب تخصصها، سواء كانت رياضية أو اقتصادية أو ثقافية، وحتى دينية، فالقناة هي وسيلة إعلامية لنقل المعرفة، وما يجري عليها يجري على باقي القنوات، فعندما يكون صاحب البرنامج حضر له جيدا، من دراسة وكيفية الإيصال للجمهور خاصة ما تعلق بالديكور، المنشط، البرنامج الحواري الجواري، وكذا التفاعلي، فهذا يدخل ضمن تصور أي قناة، ثم إن مصطلح الرقابة بالجزائر، ولا توجد أي رقابة وأكيد سنشاهد برامج حوارية جيدة، تهم المشاهد الجزائري فالرقابة مصطلح مشرقي في الدرجة الأولى، وأنا الرقيب لم ألتق به يوما، وأي موضوع إذا لم يحضره الطرف والطرف الآخر، أو الرأي والرأي الثاني والثالث فهو غير ناجح. علاقة القناة بوزارة الشؤون الدينية؟ العلاقة مع وزارة الشؤون الدينية أحسن مما يكون ولكل منا مجاله، ونحن مؤسسة تابعة للتلفزيون الجزائري، هذا الأخير تابع لوزارة الاتصال. والعلاقة التي تربط قناة القرآن بالوزارة علاقة استشارة وتنسيق فقط• لاحظنا ونحن نتجول في أجنحة القناة، أنه لا توجد فتاة بغير حجاب، الأمر الذي يقودنا إلى سؤال عن إمكانية ظهور فتيات غير محجبات في القناة؟ قناة القرآن قناة جزائرية وكل عمالها جزائريون، وفي الجزائر توجد المحجبة وغير المحجبة، وبالتالي سينطبق على القناة ما هو موجود في المجتمع، لكننا طبعا لا نسمح مثلا لمتبرجة وغير محتشمة أن تقدم حصة في هذه القناة، فهذا غير معقول•