شهد رمضان هذا العام عودة قوية للقنوات الدينية حيث تم إطلاق ثلاث محطات دفعة واحدة، قبل رمضان بشهر واحد، هي «الحكمة» و «البركة» و«الرحمة» فيما ارتدت المحطات الحاضرة بقوة («المجد»، «الناس»...) «لوك» جديداً سواء في برامجها أو في هيئة المذيعين و المذيعات حتى أن بعضها أصبح لا يختلف كثيرا عن قنوات الدراما و الكليبات لجلب الجمهور . و نتيجة هذا التوجه أصبحت الساحة الإعلامية تعرف ما يسمى بظاهرة الفضائيات الدينية التي يوجه إليها عدة انتقادات خاصة فى كونها اختصرت الدين في الرقية و الشعوذة مما يطرح علامات استفهام كبرى أمام نوعية الخطاب الذي تروج له هذه القنوات و لأي جمهور في ظل تردى أوضاع الوطن العربي و العالم الإسلامي و كثرة الفتن التي كان من المفروض أن توجه هذه القنوات آلة الحد منها و معالجتها لكنها غالبا ما تتخلى عن دورها إلى درجة أنها حصرت مشاكل المسلمين كلها في حل " المشاكل الجنسية و الرقية " و لأول مرة تعقد القنوات مساواة بين الرجل و المرة في حل مشاكل الناس من خلال إسناد الفتاوى إلى النساء . ظاهرة القنوات الدينية التى صارت تنمو كالفطريات يرجعها البعض إلى الشعبية الكبيرة لهذه القنوات التي تستثمر في مشاكل الناس حيث تعد قناة الناس المتخصصة في الرقية أهم قناة يتابعها الجزائريون . الأهمية هذه القنوات تتأتي من كونها تستمد شرعيتها من استنادها الى عنصر جد حساس في حياة الشعوب العربية خاصة و هو الدين الشيى الذي يفسر الانتشار السريع لهذه القناوات التي بلغت الى الان 25 قناة و هو رقم اعتبره صاحب قناة الرسالة طارق السويدان انه قليل مقارنة ب480 قناة عربية و قد تصل الى 7000 قناة عام2012 حسب طارق السويدان الذي اكد في تصريح لجريدة الاخبار اللبنانية ان اغلب القنوات الدينية تفتقد" الى استراتيجية و يعود انتشارها الى بحث الجمهور عن الموضة " و ان كان هذا راي السويدان فان البعض الاخر يرى ان سبب انتشار مثل هذه القنوات يعود اساسا الى ما تدره على اصحابها من الاباح ترتبط بالرسائل القصيرة و لهذا فليس غريبا ان يربط الوليد بن طلال بين الرسالة و روتاناوقناة «الناس»، هي بالأساس قناة خليجية، خاصة بالكليبات. ثم حوّلها صاحبها، وهو مستثمر خليجي إلى قناتين دينيتين: «الأولى هي «الناس» الخاصة بجمهور مصر، والثانية هي «الخليجية» الخاصة بجمهور الخليج... أما بالنسبة إلى باقي القنوات، فسهولة البث من القاهرة، تساعدها على الانتشار، علماً أن شركة «نايل سات» مثلاً تقدّم الهواء بمجرد دفع ربع المبلغ المطلوب لإنشاء قناة (120 ألف دولار)، إضافة إلى 30 ألف دولار للتأمين. ثم يتم تسديد الأقساط الباقية من أرباح القناة. كما يقر اهل لميدان ان هذه المحطات هي الأكثر انتهاكاً لحقوق موظفيها، وقد وصل الأمر بقناة «الناس» إلى التخلّي عن كل العاملين من الجنس اللطيف، سواء أمام الكاميرا أو وراءها، بسبب الفتوى التي أطلقها الشيخ محمد حسين يعقوب، معلناً أنّه لن يكمل برنامجه إذا بقيت النساء داخل القناة! فيما قدم العاملون في قناة «الفجر» شكوى رسمية بسبب مرور ثمانية أشهر متتالية دون صرف مستحقاتهم. كذلك تعتمد هذه القنوات على ميزانية بسيطة، حتى على مستوى الديكور. إذ يجلس الشيخ على الأرض (مع بعض الخدع يبدو جالساً على مكتب)، فيما تخرج جميع البرامج من بلاتوه واحد غالباً، حتى إن إحدى المحطات الدينية وافقت على البث من استوديو تستخدمه قناة «سترايك» الغنائية، توفيراً للنفقات. أما على الشاشة، فالتناقض يبدو واضحاً بين مضمون البرامج وتوجّهات المشاهدين. وسط كل البرامج التي تدعو إلى «الهداية»، نجد رسائل لشاب يبحث عن الزواج، ويسأل فتاة عن مواصفاتها وعنوان سكنها! فيما تعلن رسالة أخرى: «أريد الزواج بخليجية لديها سكن وسأسافر لها فوراً... شاب مصري». وكما تغيب الرقابة عن مضمون البرامج، تغيب عن الرسائل التي تزيد من دخل القناة. أما بالنسبة إلى الخدمات، فتقدم هذه المحطات رنّات للموبايل، ودعايات تسويق لكتب وشرائط نجومها من الشيوخ. وهم عرفوا شهرتهم سابقاً في سوق الكاسيت، ووفرت لهم المحطات فرصة تكريس «نجوميتهم» على الشاشة. زهيه منصر المقال في صفحة الجريدة pdf