هناك قوة تريدني أن أذهب ولذلك سألحق حفيظ دراجي كشف الاعلامي سليمان بخليلي، معد ومقدم أشهر وأضخم برنامج رمضاني من إنتاج التلفزيون الجزائري طيلة موسمين، بأنه يسير الآن على خطى صديقه حفيظ دراجي، مرغما لأن "إرادة أقوى من إرادته تقف في وجهه وتريده أن يذهب..." على حد تعبيره. المذيع والصحفي ورئيس التحرير السابق والمنتج التلفزيوني الذي تألق أيضا في أعداد وتقديم "ساعة من ذهب" و"خاتم سليمان" و"هديناه النجدين"... والعديد من البرامج الدينية والثقافية والفنية، وتوج بالميدالية الذهبية في مهرجان الاعلام العربي سنة 2007، ومجموعة من الجوائز التقديرية والتكريمات الخاصة، أوضح للنصر ومحبي ومتتبعي برامجه بأنه "لم يختر أن يهرب أو يتخلى عنهم، ركضا خلف مغريات مادية" بدليل رفضه طيلة سنوات الجمر والدم لكل العروض السابقة في عز أزمته المالية، ليرصع يومياتهم عدة مواسم ب"خام سليمان:... اتصلنا بالاعلامي المنتج في خضم مفاوضاته مع القناة التلفزيونية(....)، فكانت هذه الإفضاءات... - النصر: ماذا لوطلبنا منك تقييم طبعة رمضان 2009 من برنامج "فرسان القرآن"؟ - سليماني بخليلي: أفضل أن أترك التقييم لكم وللجمهور لكنني كمشاهد أعتقد أن هناك لمسة جديدة أضفتها على البرنامج هذا الموسم شكلا ومحتوى... فمن ناحية الشكل غيرت الديكورات تماما واستحدثنا زوايا جديدة من حيث الصورة. بالنسبة للمحتوى، أضفت أشياء كثيرة أهمها تخصيص حيز من البرنامج لاكتشاف البراعم، حيث قدمنا للمشاهدين الطفلة الموهوبة مايا أوراري من نيويورك، والطفل محمد فارح الذي أطلقت عليه اسم "الطفل المعجزة". وكنت وراء تقديمه في حفل ليلة القدر... حيث كرمه رئيس الجمهورية... وأؤكد هنا بأن تقييم الجمهور أهم من انطباعاتي الشخصية كمنتج منفذ ومعد للبرنامج. - طبعة الموسم الماضي تم بثها على المباشر، وطبعة هذا الموسم مسجلة، ألم يؤثر ذلك على البرنامج من حيث التقديم والتنشيط والضيوف والاركان... الخ؟ - بالطبع يختلف البث المباشر على المسجل في استقطاب الجمهور وتفاعله معه. ويؤثر سلبا على التقديم والضيوف والأركان وغيرها من عناصر العمل... لكن هذا قرار المدير العام لمؤسسة التلفزيون الجزائري، ولم يكن بوسعنا سوى احترام هذا القرار. - لو نعود بك قليلا إلى الوراء ونسألك متى وكيف انبثقت فكرة برنامج ضخم قال عنه الكثيرون بأنه مدرسة قرآن وشباب أو "ستار أكاديمي إسلامي"، نظرا لطابعه التنافسي وفتح المجال للتصويت بالرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف النقال؟ - زرت البقاع المقدسة معتمرا في رمضان 2006، ووجدت صوت الشيخ المنشاوي ينبعث من كل محلات مكةالمكرمة من خلال "المصحف المعلم" الذي يتلو فيه بصوت تم تعديله تقنيا على شكل صوت طفل صغير يردد خلف الشيخ مايتلو ويجود من آيات بينات... جذبت انتباهي الطريقة التي سجل بها الصوت وراودتني فكرة إنتاج برنامج يهتم بالمواهب الشابة في ميدان تجويد القرآن الكريم. وبمجرد عودتي طرحت الفكرة على المدير العام السابق للتلفزيون الاستاذ حمراوي حبيب شوقي، فتبناها ووقف معي حتى خرج البرنامج إلى النور بالشكل الذي تابعتموه. - سبق وأن أعلنتم بأن البرنامج مفتوح للجنس اللطيف أيضا، لماذا هذا التراجع؟ م يكن هناك تراجع...كل ما في الأمر أننا فتحنا فعلا المسابقة للجنسين معا، وعندما بدأت لجان التحكيم عملها وجدت أنه لا يمكن من الناحية التقنية موازاة صوت الرجل مع صوت المرأة...فالكفة في هذه الحالة تميل إلى الصوت النسوي من حيث طبيعته الأكثر تأثيرا ويحدث إجحافا بحق الذكور...مما جعلنا نفكر في تخصيص طبعة مستقلة للصوت النسوي لم يحدد بعد تاريخها. *هل لديكم تصور معين لطبعة 2010 من هذا البرنامج، مثل إجراء التصفيات الأولى بالمشرق العربي لتوسيع دائرة المشاركة؟ - لم تتصل بي إدارة التلفيزيون الجزائري لحد الآن حول هذه المسأة ولا أدري إن كانت ستستمر في إنتاجه أم لا. *عملت كمذيع ومقدم نشرات الأخبار الإذاعية والتليفزيونية وكمراسل صحفي ورئيس تحرير ومنتج ومعد للبرامج تم كمنشط ومقدم لبرامج "وهديناه النجدين" و "نور على نور" و "أنغام الجنوب" ثم "خاتم سليمان" و "ساعة من ذهب" و "فرسان القرآن" ..أي من هذه التجارب الإعلامية الأقرب إلى نفسك والتي تعتقد بأنك نجحت أكثر فيها؟ -لكل تجربة من هذه التجاربة نكهتها وكل منها أضافت لرصيدي المعرفي أشياء جديدة بالتأكيد..لكن تجربة "فرسان القرآن" هي الأكثر قربا من نفسي وتأثيرا علي...واعتقد أن كل الأعمال التي ذكرت كان لها صدى طيبا في أوساط المشاهدين والحمد لله. *لماذا توقفت حصة "ساعة من ذهب" بالرغم من تتويجها بجائزة الإبداع الذهبية سنة 2007؟ -قدمت اقتراحا للتفيزيون الجزائري لإعادة انتاجها هذا الموسم، لكنني لم أتلق أي رد لحد الآن. *تقول المصادر الإعلامية بأنك كنت ضمن المرشحين لمنصب مدير قناة القرآن الكريم، لكن تهمة معاداة "البوليزاريو"التي ألصقها بك أحد الديبلوماسيين الجزائريين منذ سنوات، حرمتك من هذا المنصب...ما تعليقك؟ -هذه صفحة مطوية في حياتي، وأنا لا أعتبره حرمانا أبدا...وإذا كان من حقي أن أكون مغرورا بعض الشيء فسأقول بأنني أرى نفسي أكثر كفاءة ونجاحا في الإنتاج التليفزيوني..أما المنصب الإداري فلن يضيف شيئا لمساري المهني. *هل كان تحضير أعداد من برنامج "خاتم سليمان" بالصحراء الغربية وتأليف كتاب حول تاريخ المنطقة بمثابة رد على هذه التهمة؟ -رد ديبلوماسي مهذب بالدليل والبرهان والهندام، لكن ماساءني في هذه التهمة الباطلة أن صاحبها أراد أن يضعني وقد قضيت ربع قرن في مقاعد الدراسة في "شكارة" واحدة مع رضا الطلياني. *أول سلسلة من برنامج خاتم سليمان رأت النور في سنة 1995 وكانت ثمرة تعاقدك مع قناة "أم بي سي" قبل أن يحتضنها التلفزيوني الجزائري في سنة 1996...وتلقيت عروضا للعمل في هذه القناة وعروضا أخرى للعمل في قناة "الجزيرة مباشر" ماذا لو تلقيت عروضا أكثر إغراء من قنوات أخرى؟ - لا أخفي عنكم بأنني الآن في مفاوضات المرحلة الأخيرة للإلتحاق بإحدى الفضائيات العربية في مطلع السنة وأقول للقراء والمشاهدين ألا يلوموني إن شاهدوني أطل عليهم من شاشة أخرى غير شاشة بلادي وأؤكد لهم بأنني إذا فعلت ذلك فليس لأنني أهرب منهم أو أتخلى عنهم أو ألهث وراء المغريات المادية، لقد تلقيت عروضا كثيرة في عز أ زمتي المالية خلال التسعينات وبقيت في الجزائر أنتج واعد برنامج "خاتم سليمان" في أوج سنوات الجمر...لكن إرادة أقوى من إرادتي تقف في وجهي الآن تريدني أن أذهب ولن يطول هذه المرة انتظار من يريدني أن التحق بمن سبقوني وآخرهم صديقي حفيظ دراجي...ولن أكون آخر المهاجرين *تجربتك الإعلامية والإنتاجية عمرها أكثر من 22 عاما، ما هو سر نجاحك؟ -التواضع أساس النجاح...كما العدل أساس الملك *كلمة أخيرة... -الشكر كل الشكر للنصر...لقد رضعنا حليب كلماتها منذ الطفولة والصبا.