صنع الديول مهنة قديمة، ويقال إن أول من صنعها من النساء اليهوديات اللواتي كنّ يسكنّ في القصبة وتوارثنها عنهن بنات العاصمة، اتخذنها مهنة لهن، حيث يحضرن الديول والقطائف والعجائن بكل أنواعها ويبعنها للجارات ويكون ذلك حسب الطلب، لكن مؤخرا انتشرت هذه المهنة في كل أرجاء الوطن، خاصة مع حلول شهر رمضان، حيث تستعد النسوة دون توقف لتحضير الديول والقطائف وتلجأ الكثير من العائلات المحتاجة إلى صنعها من أجل كسب مدخول إضافي• السيدة فاطمة واحدة من اللواتي يمارسن المهنة، ربة بيت في 54 من العمر أم لستة أطفال، تمكنت في ظرف 9 سنوات من تحويل بيتها إلى ورشة عمل لصناعة الديول والقطائف• تقول السيدة فاطمة إنها أحبت العمل لأنها ورثته عن والدتها، والآن تقوم بتعليم بناتها حتى يحضرن في رمضان ما طاب لهن ويستغنين عن شرائها، خاصة أن العديد من الأطباق والحلويات تعتمد على الديول مثل ''البوراك'' الطبق المفضل عند أغلب الجزائريين والمحنشة والسيجار والصامصة ورزيمات لعجوزة• وتضيف المتحدثة أن الإقبال الكبير على ''ديولها وقطايفها'' طول أيام السنة، خاصة أيام الأعراس لكنها تزدهر أكثر مع قدوم شهر الصيام، حيث أنها تضاعف من الكميات التي تصنعها نظرا للطلب المتواصل العائلات الجزائرية والباعة، حيث يعتبرون شهر الصيام مصدر رزق هام وفرصة لا يوفرها أي شهر، وهذا راجع حسب السيدة فاطمة حرصها على اختيار الدقيق الملائم لذلك والمناسب لصنع العجينة والمقلاة الخاصة بطهي الديول• يمكن القول إن الديول المصنعة التي تتوفر في المحلات التجارية لم تتمكن من منافسة التي تحضر منزليا.