تحتل الجزائر المرتبة 104 عالميا في مجال التنمية البشرية، و11 عربيا حسب تقييم برنامج الأممالمتحدة للتنمية في آخر تقرير له حول التنمية البشرية عربيا، ولا تزال الجزائر تعيش تناقضات وفوارق كبيرة في مجال توزيع الدخل والثروة وفوارق اجتماعية واقتصادية، بينما يقدر عدد الجزائريين الذين يعيشون عند مستوى الفقر بأكثر من 22 بالمئة• ويوضح التقرير السنوي لعام 2009 للتنمية البشرية العربية تحت عنوان '' تحديات أمن الإنسان في البلدان العربية'' أن الحالة الجزائرية متردية في العديد من الجوانب لاسيما الاجتماعية منها، فقد قدرت نسبة الأمية لدى البالغين 15 سنة وارتفعت بأكثر من 1,30 بالمئة، بينما قدرت نسبة السكان الذين لا يستخدمون منبعا صافيا للمياه ب 15 بالمئة• في المقابل، أفاد التقرير أن نسبة السكان الذين يعيشون في فقر مدقع بأقل من دولار يقدرون ب 2 بالمئة أي في حدود 680 ألف نسمة، بينما بلغت نسبة الجزائريين الذين يقدر دخلهم بأقل من دولارين 1,15 بالمئة أي في حدود 12,5 مليون نسمة، فيما يقدر متوسط الجزائريين الذين يعيشون على خط الفقر 6,22 بالمئة أي ما يعادل 68,7 مليون نسمة وهي نسبة معتبرة مقارنة بعدد السكان الإجمالي وأكثر من ذلك مقارنة بالقدرات المتاحة للجزائر• وتوضح الإحصائيات التي توفرها الهيئة الدولية أن المشكل القائم بالنسبة لتوزيع الدخل والثروة، تواصل المعاناة منذ سنوات لعدم المساواة واختلال في توزيع الثروة والدخل بين الجزائريين وتباعد بين الفئات الأكثر فقرا والفئات الأكثر غنى رغم أن نسبة النمو السكاني في الجزائر عرف تراجعا كبيرا خلال عشريتين من حوالي 4,2 بالمئة إلى 5,1 بالمئة ويرتقب أن يصل عدد سكان الجزائر 1,38 مليون نسمة في غضون 2015 ، ونفس الشيء ينطبق على نسبة الخصوبة التي تقدر حاليا في حدود 5,2 طفل لكل امرأة بعد أن كانت خلال السبعينيات 4,7 طفل لكل امرأة• ويكشف التقرير الدولي أن 10 بالمئة من فئات المجتمع الجزائري من شريحة المجتمع الأغنى ماديا، يستحوذون على 8,26 بالمئة من الدخل والاستهلاك مقابل 8,2 بالمئة لأفقر 10 بالمئة من السكان، بينما يمثل أغنى 20 بالمئة من السكان 6,42 بالمئة من الدخل والاستهلاك مقابل 0,7 بالمئة لأفقر 20 بالمئة من السكان، مما يكرّس التفاوت والاختلال في توزيع الثروة والدخل• وهي نفس المقاييس التي تلاحظ منذ سنوات في الجزائر مع اتساع الشرخ الموجود بين الفئات الغنية والفقيرة، حيث أن الفارق يقدر ب 6,9 مرة بين 10 من أفقر الفئات و10 بالمئة من أغنى الفئات و1,6 مرة بين أفقر 20 بالمئة وأغنى 20 بالمئة في المجتمع الجزائري من حيث الدخل والاستهلاك• وتبقى الجزائر دولة ريعية بامتياز لتركيزها على تصدير المحروقات فحسب، والتي تشكّل أهم مصدر للدخل، وبالتالي تضعها في خانة الدول المؤهلة لأن تعيش هزات اجتماعية خلال السنوات المقبلة، في وقت لا تزال مستويات البطالة المقدرة ب 15 بالمئة مرتفعة لدى فئة الشباب•