قال أستاذ الشؤون الدينية والدولية والمدير المؤسس لمركز الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون، جون ايسبوسيتو، إن ''الأحزاب الإسلامية جزء لا يتجزأ من السياسة، والجزائر مثال على ذلك''، بعد أن اختارت الاقتراع طريقا للإصلاح، وليس الرصاص، وقد فازوا بمقاعد برلمانية وبلدية، وتقلدوا مناصب وزارية في الجزائر، التي أصبحت نموذجا عربيا في الديمقراطية والتعددية، ووصلوا إلى مناصب رفيعة مثل رئيس الوزراء في دول تركيا والعراق، وإندونيسيا• وأكدت دراسة جون ايسبوسيتو، تحت عنوان'' الإسلاميون ومستقبل الديمقراطية في العالم العربي''، نقلتها صحيفة ''واشنطن بوست'' أمس، أنه ''يجب على صناع القرار في الغرب أن يتعلموا التفكير بطريقة إستراتجية أكثر، وأن تميز بوضوح بين الإسلاميين المعتدلين الذين لا يعتنقون العنف وسيلة لهم وبين الإرهابيين''، وأنه على واشنطنوالعواصمالغربية تشجيع الدول العربية والإسلامية على اتباع الطرق الدبلوماسية خلال المشاركة والحوار مع الأحزاب الإسلامية، ووضع إستراتيجية عسكرية للقبض على الإرهابيين لاحتواء التطرف، وذلك دون خلفيات أو مصالح مقضية، حسب ما تعتمده الجزائر، يضيف الخبير الأمريكي• وحسب تقرير الخبير، فإن التحديات القوية التي تواجه الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن، اليوم تتمثل في كيفية التمييز بين التيار المعتدل وجماعات المتطرفين، وضرورة العمل مع الإسلاميين المنتخبين بطريقة ديمقراطية، وأشار صاحب التقرير إلى ما تردده الإدارات الأمريكية والعديد من الحكومات الأوروبية مرارا بأنها تميز بين التيارات المعتدلة والجماعات المتطرفة، غير أنها تتجاوز التمييز لقضاء مصالحها الإستراتيجية• واعترف المدير المؤسس لمركز الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي، بتعامل واشنطن والدول الغربية بطريقة الكيل بمكيالين مع الأحزاب الإسلامية، فهي تتهم الحكام العرب باستعمال القمع ضد الجماعات الإسلامية وأنهم يزورون نجاحهم في الانتخابات، في الوقت الذي تجد هذه العواصمالغربية نفسها في مواجهة تحدي اتصالها بكل من حركة المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله باعتبارهما معتدلين يشاركون في الانتخابات ويفوزون كبقية الأحزاب السياسية، وتصفها من وراء ستار بأنها منظمات إرهابية، في تناقض غير بريء ينمي عن النيات الدنيئة واستعمال الأحزاب الإسلامية أو الإرهابية لقضاء مصالح ليس إلا، وقال ''على الولاياتالمتحدة وأوروبا أن تتعامل مع المسؤولين المنتخبين ديمقراطيا، وأن تدين الهجمات الإسرائيلية على المدنيين''• وطالب الحكومات الأمريكية والأوروبية التي تدعي الديمقراطية وحق تقرير المصير وحماية حقوق الإنسان، بأن تبرهن على ذلك من خلال بياناتها وسياستها وأن تحترم حق جميع الحركات والأحزاب السياسية، ولا تستجيب لتخريب العملية الانتخابية''• وذهب إلى أن الحكومات الغربية، ومن ورائها واشنطن، ساهمت في تفاقم تلك المشكلة، واستمرار الأنظمة التي تعتبرها استبدادية وصديقة في نفس الوقت، بدافع من مصالحها الذاتية في الاستحواذ على النفط والمواقع الإستراتيجية الهامة، بعد أن أصبحت الحكومات العربية تبدي تخوفها من تعزيز العملية الديمقراطية في بلدانها، ومن تغلغل الإسلاميين إلى مراكز السلطة التي تجعل الاستقرار والأمن والمصالح الغربية مهددة• مشيرا إلى أن تهديدات الإرهاب العالمي وفرت ذريعة كبيرة للتراجع عن دعم وتعزيز الديمقراطية في تلك البلدان، والحد من سيطرة المجتمع المدني•