نظمت حركة الإصلاح الوطني، أول أمس الخميس، ندوة صحفية بنادي المجاهد حول تنامي ظاهرة التنصير في الجزائر بمشاركة أعضاء في الحركة وباحثين وأساتذة من جمعية العلماء المسلمين والمجلس الإسلامي الأعلى· وفي تدخله، اعتبر السيد محمد بولحية رئيس حركة الإصلاح الوطني أن ظاهرة التنصير موضوع خطير يهدد الدول العربية الإسلامية بدرجة أولى وكل دول العالم الثالث بدرجة ثانية، حيث أوضح بأن جميع البلدان الإسلامية تواجه هذا الخطر الشيء الذي يلزمنا، حسبه، تقويم وتقييم أنفسنا لتحديد مصدر هذه الحركة التي لا تعتبر تنصيرا حسبه، وإنما الهدف منها هو إخراج المسلمين من الإسلام· وقدم رئيس الحركة عددا من الاقتراحات للتصدي لهذه الحملة نذكر منها إصلاح المنظومة التربوية وإنشاء محطة تلفزيونية دينية وتحسين الوضع الاجتماعي للمواطنين· ودقت الحركة ناقوس الخطر على لسان أمينها العام، الذي أكد بأنه يجب الاستنجاد بالعلماء للتصدي لهذا الخطر الذي يهدد الأمة ووحدة الشعب، معتبرا بأن دعاة التنصير الذين يعتمدون على استراتيجية استخباراتية يستثمرون الأوضاع الاجتماعية والأزمات الداخلية· من جهته قال الأستاذ الشنقيطي مدير الدراسات بالمجلس الإسلامي الأعلى بأن مجلسه يهتم بقضية التنصير منذ سنين وقد عمل على إصدار القانون المتعلق بتنظيم الشعائر الدينية، كما نبه وقتها إلى خطورة الحركة التبشيرية، موضحا بأن التنصير ليس شيئا جديدا في الجزائر وإنما يرجع إلى الحقبة الاستعمارية· ويرى الأستاذ الشنقيطي بأنه يجب وضع حركة التنصير في سياق عالمي وذلك منذ مجيء المحافظين الجدد للحكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحالفهم مع الإنجيليين، مؤكدا بأن الإسلام هو المستهدف الأول من هذه الحركة· وفي تدخله، اعتبر السيد فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة أن التنصير ليس مجرد تدين وإنما تحويل من الإسلام ليس إلى المسيحية ولكن إلى الرذيلة والفساد الأخلاقي، كما أوضح بأنها عملية غير قانونية ولا تستند إلى أي ترخيص في فتح الكنائس، ولها أيضا أبعاد سياسية من أجل المساس بوحدة واستقرار الوطن· أما السيد العلمي السائحي المكلف بالإعلام لدى جمعية العلماء المسلمين فأكد بأن موضوع التنصير يجب أن يكون الشغل الشاغل لكل الجزائريين، فهو ليس مجرد دعوة للانتقال من دين إلى دين آخر ولكن وراءه أغراض سياسية يستهدف من خلالها وحدة الجزائر وسيادتها التي ضحينا بآلاف الأرواح من أجل استرجاعها، كما أكد على ضرورة أن تكرس الدولة جهودها لوضع المعالم العامة للاستراتيجية الشمولية لمقاومة التنصير وتنسيق جهود مختلف الهياكل، خصوصا وأن التنصير يشكل خطرا في الجزائر على وجه الخصوص لا نجده في أي وطن عربي آخر على حد تأكيده· من جهته يرى الدكتور "حدادو"، أستاذ في علم اللسانيات بجامعة تيزي وزو، بأن القوانين الجديدة التي تمنع التبشير غير كافية، حيث يجب أن نفهم حسبه النصرانية ومطالعة النصوص المسيحية العقد القديم والجديد لكشف التناقضات التي تحملها، فالمسيحية حسبه ديانة شبه وثنية تتغذى من الديانات الوثنية الإغريقية والشرقية القديمة·وخلص المنتدى إلى جملة من الاقتراحات قدمها عضو في حركة الإصلاح الوطني نذكر منها تشجيع وسائل الإعلام السمعية البصرية على العمل للتصدي لهذه الظاهرة وتفعيل دور الزوايا للحفاظ على العقيدة مع فسح المجال للدعاة للتحدث عن الظاهرة، إضافة إلى تكوين أئمة وتفعيل المجالس العلمية وكذا إدماج برنامج لمكافحة التنصير في تكوين الأئمة·