يزور الرئيس الفنزويلي، هوجو تشافيز، خلال الأيام القليلة المقبلة الجزائر في إطار جولة تقوده إلى6 دول، بينها ليبيا وسوريا وإيران وروسيا ''بهدف إبراز هبة وهيبة الثورة البوليفارية''• ونقلت وسائل إعلام عن شافيز قوله خلال مؤتمر صحفي ''لدينا سلسلة أهداف سياسية واقتصادية تبرز دينامية الثورة البوليفارية في السياسة الخارجية''، التي ترتكز أكبر مواقفها على رفض الهيمنة الأمريكية واستمرار مفاهيم وتطبيقات الفكر الليبرالي المتوحش• وكان آخر موقف كبير للرئيس الفنزويلي رفضه للتواجد العسكري الأمريكي ببعض دول أمريكا اللاتينية، مطالبا بضرورة تحديد أهدافه حتى لا يعتبر بمثابة تهديد للاستقرار• وكان شافيز قد عبر عن هذه المواقف بمنح الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤلفا حول الممارسات الاستعمارية ضد شعوب القارة• وبدأ الرئيس الفنزويلي جولته أمس بليبيا، حيث سيحضر قمة الاتحاد الإفريقي واحتفالات الذكرى الأربعين لتولي العقيد معمر القذافي السلطة في ليبيا، ثم ينتقل إلى الجزائر، فسوريا، إيران، بيلاروسيا وأخيرا روسيا• وتعد زيارة شافيز المتوقعة للجزائر الرابعة بعد تلك في 2006 وقبلها قام بزيارتين أحدهما في أوت 2000 وأخرى في أكتوبر ,2001 حيث جاءت كلها في إطار وضع العلاقات الثنائية وتباحث سبل إنعاش العلاقات بين البلدين، لاسيما في المجال الاقتصادي و''الرقي بها إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين''• ويربط الجزائر وفنزويلا عدة اتفاقات التعاون، لكن تبقى المبادلات التجارية رغم ذلك - حسب تقديرات مسؤولي البلدين - دون المستوى المطلوب• كما تعد فنزويلا الشريك ال 24 للجزائر خارج إطار المحروقات• وحسب إحصائيات الجمارك الجزائرية في 2002، لم تتجاوز قيمة المبادلات التجارية بين البلدين خلال السنوات العشر الأخيرة 30 مليون دولار• ومن أجل ''إعطاء محتوى اقتصادي أكثر واقعية للعلاقات بين البلدين''، طبقا لتوجيهات الرئيسين بوتفليقة وشافيز، تم في بداية 2002 إنشاء اللجنة المختلطة الجزائرية - الفنزويلية التي أوكل لها مهمة وضع ميكانيزمات جديدة لتسهيل التعاملات التجارية المشتركة بين القطاعين العام والخاص في البلدين وتشجيع التوجه نحو الاستثمار والشراكة، إضافة إلى القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك• ففي مجال المناجم والطاقة كانت الجزائر وفنزويلا، وهما من ''الدول الفاعلة في منظمة الأوبيب''، قد وقعتا اتفاقا ينص على ''تحديد وسائل استغلال الفرص المتاحة ضمن هذا القطاع''• وتعكف الجزائر وفنزويلا على ترقية مشاريع شراكة بين سونطراك ونظيرتها الفنزويلية ''بيديفيزا'' في مجال الاستكشاف النفطي وتمييع الغاز، وكذا ترقية صادرات الثروة المعدنية الفنزويلية نحو الجزائر• وتربط البلدين عدة اتفاقيات في عدة مجالات، منها اتفاق بين الديوان الجزائري لترقية الصادرات والهيئة النظيرة الفنزويلية يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات وتحديد الفرص الممكنة لترقية الصادرات بين البلدين خارج إطار المحروقات، وتم في هذا الصدد اقتراح إنشاء مجلس لرجال الأعمال في البلدين، لتمكينهم من تحديد واستكشاف مشاريع الشراكة مباشرة• والجزائر وفنزويلا، العضوان الفاعلان في حركة عدم الانحياز، يشاطران الرأي في العديد من القضايا الدولية السياسية الراهنة• وفي هذا الصدد، يجدر التذكير أنهما يتفقان بخصوص تسوية أزمة الشرق الأوسط والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا للوائح الشرعية الدولية ومعالجة الوضع في العراق وكذا بخصوص تقرير مصير الصحراء الغربية طبقا للوائح الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي•