بعض رؤساء الدول يشرفونك عندما يزورون بلدك .. أمثال رئيس فنزويلا هوغو شافيز ، أو رئيس البرازيل لولا داسيلفا، أو رئيس تركيا عبد الله غل وغيرهم. لكن هناك بعض رؤساء الدول تتمنى أن لا يزورون بلدك أصلا. بالأمس حل هوغو شافيز ضيفا على الجزائر، وهو من طينة الرؤساء الذين يستحقون الترحاب والتحية، لما يلقونه من تقدير بسبب السياسة الخارجية التي ينتهجها من جهة وحتى بسبب السياسة الداخلية لبلده. شافيز رجل مقاوم للعولمة، مقاوم للإستعمار، مقاوم لاستعباد الشعوب، مقاوم لهيمنة الثلث الغني في العالم على ثلاثة أرباع من البشرية. إنه الرجل الي يرفض أن يكون " برميل كوكا كولا أإلى عشر مرات من برميل البترول ". إن رجلا بهذه الأفكار لن يبق رجلا فنزويليا أو بوليفاريا ، بل رجلا عالميا ، بل رئيسا عالميا، لأن الدفاع عن مبادئ إنسانية، عن حقوق أساسية لمختلف الشعوب في العالم منحته سمعة دولية وصيتا عالميا. حتى لو كان شافيز يرغب في تصدير " الثورة البوليفارية " لمختلف بلدان العالم، فهي ثورة ذات لون إنساني لا تختلف في مضمونها عن الثورة الجزائرية. أهلا وسهلا بالبوليفاري هوغو شافيز .. فلو لم نكن نحن العرب بحكم وسائل الإعلام الدولية نعلم أن، هوغو شافيز رئيس فنزويلا، واستمعنا لتصريحاته ومواقفه تجاه القضايا العربية، مثل لبنان وفلسطين والعراق والسودان، وغيرها لأجزمنا أنه رئيس عربي من طراز الناصر أو الهواري .. عندما نشاهد شافيز وهو يخطب وينتقد ويواجه سياسة الغطرسة الدولية التي يقودها الغرب بصفة عامة .. والولايات المتحدة بصفة خاصة نشعر بأن العالم بخير .. لأن به رجلا أو رئيسا واقف يواجه الشر .. إن شافيز من طينة الرؤساء الذين يدفعون بك دفعا للإعتزاز بهويتك .. رغم أنك دون مستوى الغرب تطورا وتقدما ماديا .. لكنك إنسان ذو خصوصية ، لك حضارة وثقافة وانتماء .. " فارفع رأسك يابا " على حد تعبير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مطلع عهدته الرئاسية الأولى. في أمريكا اللاتينية حيث يعكف رؤسائها على تنسيق جهودهم للحفاظ على هويتهم واستقلالات بلدانهم .. هناك مقولة شهيرة تشير بوضوح إلى ضراوة الصراع الدولي في المنطقة، تقول المقولة : " مسكينة هي المكسيك لبعدها عن الله وقربها من أمريكا " .. لأن الدول الضعيفة تواجه متاعب جمة لقربها من دولة قوية ..مما يجعلها أمام خيارين : المقاومة أو الإستسلام. وفنزويلا .. بلد هوغو شافيز هي أيضا قريبة من أمريكا، لكنها أيضا قريبة من الله، لانتهاج شافيز سياسة المقاومة والتحرر ودعم الشعوب المظلومة في العالم. أهلا وسهلا شافيز .. إنني أجزم لك أن لديك مكانة كبيرة في قلوب الجزائريين .. الذين تحرك آباؤنا وأجدادنا قبلك لمجابهة الظلم الدولي والإحتلالات الأجنبية وقيادة ثورة العدل والإنصاف وتحرر الإنسانية.