وفي الصين الجديدة؛ يجري على مساحة النصف الثاني من القرن العشرين، وفي يومنا امتصاص الفقر من صف 75% من مجموع فقراء العالم، في مرحلة ماوتسي تونغ تم إنجاز الكثير من البنية التحتية العلمية والاقتصادية والاجتماعية، رغم الوقوع في أخطاء ''القفزة الكبرى إلى الأمام في الريف، القفزة إلى الكومونة، فقد كانت قفزة إلى الخلف في ظل اقتصاد ريفي بدائي متخلف عن عالم الثقافة والمكننة الزراعية التكنولوجية العالية التطور''، وأخطاء ''الثورة الثقافية''، ومنذ 1976 على قاعدة ونظرية تيار دنغ هسياو بنغ ''تحرير العقل، الانفتاح والإصلاح'' بالتجاور التنافسي بين اقتصاد قطاع الدولة واقتصاد القطاع الخاص الرأسمالي المحلي والأجنبي، في المرحلة الأولى من مراحل بناء الاشتراكية بخصوصيات صينية كما تقول تقارير مؤتمرات الحزب الشيوعي الصيني• والامتحان الكبير يتواصل مطروحاً على ''التجربة الصينية إلى أين ؟! ••• يسير المستقبل بين نظامين اجتماعيين'' رأسمالية الدولة بأفق نحو تطور اشتراكي والآخر رأسمالي، في زمن راهن متزامن ومتداخل على الأرض الصينية• إن رواد الاشتراكية بدءاً من ماركس أعلنوا: ''في المرحلة الاشتراكية من كل حسب طاقته، ولكل حسب عمله''، ولم يقعوا في خطأ وخطيئة ''حرق المراحل'' والقفز إلى ''أحلام المرحلة التاريخية العليا من الاشتراكية''، ''من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته''، كما حصل في أحلام التجربة السوفييتية وأوروبا الشرقية وقبل استكمال بناء المرحلة الأولى من الاشتراكية، والقفز بالدعوة المباشرة اللفظية الإرادوية الأوامرية تحت عنوان الانتقال إلى ''الشيوعية'' التي لم تولد بعد، فهذه مشروطة بأعلى مراحل العلم والتقدم التكنولوجي وعصور ما بعد التصنيع لإنتاج الوفرة الشاملة في المجتمع، وهي نتاج سلسلة تاريخية طويلة الأمد لبناء مجتمعات متطورة جداً، ديمقراطية جداً، مرفهة جداً، وصولاً إلى ''لكل حسب حاجته''• الخلاصة التاريخية تشير أن الاشتراكية تجسد أماني ومعاني نبيلة في وجدان الناس، ولهذا عليهم ابتكارها من جديد، كضرورة للعمران الديمقراطي داخل الشعب الواحد، وبين الأمم والدول في الإطار الكوني الكبير، فالعدالة الاجتماعية مستقبل البشرية، أمامنا وليست خلفنا• في البداية، على المرء من أهل الرأي أن يعلن موقفه بلا تردد، من أجل إحياء إحساس بالممكن، في سياق التحولات• هناك أحزاب فقدت إيمانها بالاشتراكية بعد سقوط التجربة الاشتراكية البيروقراطية السوفييِتية، بيد أن الحركات العمالية في العالم قد ظهرت قبل الاشتراكية السوفييتية بزمن طويل، وانفصال المرء عن تراثه الثوري النبيل في الثورة البرجوازية (بدءاً بالفرنسية) والثورة الاشتراكية (بدءاً بثورات 1848 الأوروبية) إلى ثورة أكتوبر 1917 الاشتراكية، إلى ثورات الصين الشعبية وفيتنام وكوبا التحررية الوطنية بآفاق التحولات نحو الاشتراكية، إلى التحولات اليسارية في أمريكا اللاتينية• إن الانفصال عن التراث الثوري هو شكلٌ من أشكال الاستسلام، يقود إلى التكيّف، وهو الطبيعة التي تزعم الليبرالية الجديدة تمليكها للبشر بأفكار ''نهاية التاريخ''، ''صراع الحضارات''، ''صراع الأديان''، ''الفوضى الخلاّقة'' وطبعتها في العالمين العربي والمسلم ''الفوضى العدمية''•