إذا كنت تنوي تذوق أحلى أطباق السمك فما عليك إلا التوجه إلى مدينة بوهارون، وبالتحديد إلى ميناءها الشهير، فهناك تجد مطاعم تقدم لك كل أنواع السمك المشوي• بوهارون تلك المدينة الساحلية التي تقع شرق ولاية تيبازة، والتي لا تبعد عن مدينة بوسماعيل سوى بخمسة كيلومترات، قد يلحظ زائرها أنها مدينة صغيرة، غير أنها اكتسبت شهرة واسعة بفضل ميناءها الذي يعتبر بمثابة روح المدينة، باعتباره شريان الحياة حيث يعد من أكبر وأعرق مرافئ الصيد البحري في الجزائر• هذا ما أهلها لتكون قبلة لباعة السمك، من مختلف المدن والولايات الوسطى كالبليدة وعين الدفلى•••إلخ، غير أن اللافت للانتباه وهو قدم أسطولها البحري الذي يحتاج إلى تحديث وسائله، ليواكب متطلبات واحتياجات السوق المتزايدة من السمك الطازج• فالوالج إلى ميناء بوهارون يلفت انتباهه عشرات سفن الصيد من مختلف الأحجام فهناك المراكب الكبيرة التي تختص في صيد مختلف أنواع السمك الكبير والصغير كابي سيف(espadon) ••• إلخ، والمراكب صغيرة الحجم المختصة في صيد السردين بأنواعه• إقبال على مطاعم السمك غير بعيد عن هذه المراكب تنتشر مطاعم عدة مختصة في شواء أنواع السمك على الجمر، كالسردين، السمك الأحمر، التونة، الجمبري وغيرها، وبفضل موقع هذه المطاعم وقروبها من الميناء، وطريقة عرضها للأسماك، التي تصل مباشرة من البحر استطاعت أن تجلب أعدادا كبيرة من الزبائن، سواء من ولاية تيبازة أو من خارجها، وهذا ما يؤكده ترقيم السيارات التي تصطف بالقرب من هذه المطاعم، حيث صادفنا خلال تجولنا بهذا الميناء إحدى العائلات القادمة من ولاية عين الدفلى، الذي أكد لنا رب هذه العائلة أنه اعتاد على زيارة مدينة بوهارون ليتذوق بها طبقه المفضل "البايلا" بمطعم شنوة، سيما وأنه يقضي عطلته الصيفية برفقة أفراد عائلته بأحد شواطئ ولاية تيبازة، لنتوجه بعدها إلى مطعم سيدي عبد القادر، الذي تجذبك إليه رائحة السردين المشوي حيث قابلنا محمد وصديقه حسان وهما من العاصمة، سألناهما عن سبب اختيارهما لهذا المطعم فأجابا بأنهما قد ألفا زيارة هذا المطعم لما يقدمه من أطباق السمك المشوي اللذيذة سيما "السردين" هذا من جهة أضف إلى ذلك حسن الاستقبال الذي يحضون به، حيث لا يمانعان في دفع مبالغ كبيرة تصل في أحيان كثيرة إلى 3000 دينار• استغلينا فرصة تواجدنا بمطعم سيدي عبد القادر لنسأل صاحبه عن نوعية زبائنه فأجاب بأن مطعمه مفتوح لكل الناس، غير أن أكثر قاصديه هم من العائلات الغنية أو من رجال المال والأعمال وحتى من المسؤولين وحتى المغتربين الذين كثيرا ما يترددون على مطعمه، وهذا لا يمنع حسبه من زيارة العائلات البسيطة التي تعرف توافدا قليلا، وعند استفساره عن سبب عزوف العائلات البسيطة عن زيارة مطعمه أجاب بأن السبب يعود ربما لأسعاره التي ليست في متناول الجميع• وهذا ما قادنا للاستفسار عن سبب غلاء هذه الأطباق سيما طبق "البايلا" الشهير الذي يستعمل في تحضيره كل أنواع السمك تقريبا كالجمبري، الميرو، السردين، إضافة إلى الأرز وبعض التوابل وهو الطبق المفضل لكثير من العائلات• ندرة السمك سبب غلاء الأطباق توجهنا باستفسارنا هذا إلى أصحاب هذه المطاعم، وبعض محترفي الصيد الذين أكدوا في مجملهم على أن غلاءها راجع إلى ندرة السمك هذه الأيام، حيث يؤكد "إبراهيم" وهو صاحب مركب صيد السردين بأنه كثيرا ما يعود خائبا في رحلته نحو الصيد وهو ما يكلفه خسائر كبيرة، وهو حال الكثيرين من أصحاب المراكب الأخرى، إذ أصبح الطلب كبيرا ومتزايدا سيما على سمك السردين الذي يلقى طلبا كبيرا عليه باعتباره من أرخس أنواع السمك وأحلاها مذاقا، حيث أصبح سعر الكيلوغرام الواحد منه هذه الأيام بميناء بوهارون لا يقل عن 150 دينار، أما الجمبري فقد فاق سعره 1400 دينار هذا إن وجد• ورغم كل هذا تبقى بوهارون الوجهة المفضلة لكثير من العائلات الباحثة عن أطباق السمك المشوي سيما طبق "البايلا" والتي طالت شهرتها حدود الولاية هذا ما يؤهلها لتكون قبلة سياحية رائدة