القالة هي تلك المدينة الساحلية التي تقع شرق ولاية الطارف، قد يلحظ زائرها أنها مدينة صغيرة، غير أنها اكتسبت شهرة واسعة بفضل مينائها الذي يعتبر بمثابة روح المدينة، حيث يعد من أكبر وأعرق مرافئ الصيد البحري في الجزائر• هذا ما أهلها لتكون قبلة لباعة السمك، من مختلف المدن والولايات المجاورة كعنابة وفالمة وغيرهما• غير أن اللافت للانتباه هو قدم أسطولها البحري الذي يحتاج إلى تحديث وسائله، ليواكب متطلبات واحتياجات السوق المتزايدة من السمك الطازج• فالزائر إلى ميناء القالة يلفت انتباهه عشرات سفن الصيد من مختلف الأحجام، فهناك المراكب الكبيرة التي تختص في صيد مختلف أنواع السمك الكبير والصغير، والمراكب صغيرة الحجم المختصة في صيد السردين بأنواعه• غير بعيد عن هذه المراكب تنتشر مطاعم عدة مختصة في شواء أنواع السمك على الجمر، كالسردين، السمك الأحمر، التونة، الجمبري وغيرها، وبفضل موقع هذه المطاعم وقربها من الميناء، وطريقة عرضها للأسماك، التي تصل مباشرة من البحر استطاعت أن تجلب أعدادا كبيرة من الزبائن، سواء من ولاية الطارف أومن خارجها. وهذا ما يؤكده ترقيم السيارات التي تصطف بالقرب من هذه المطاعم• صادفنا خلال تجولنا بهذا الميناء إحدى العائلات القادمة من ولاية فالمة، الذي أكد لنا رب هذه العائلة أنه اعتاد على زيارة مدينة القالة كل نهاية أسبوع ليتذوقبها طبقه المفضل ''السردين المشوي''، سيما وأنه يقضي عطلته الصيفية رفقة أفراد عائلته بشواطئ ولاية الطارف• وفي ذات السياق صرح صاحب أحد المطاعم بأن مطعمه مفتوح لكل الناس، غير أن أكثر قاصديه هم من العائلات الغنية أو من رجال المال والأعمال، وكذا من المسؤولين وحتى المغتربين الذين كثيرا ما يترددون على مطعمه، وهذا لا يمنع حسبه من زيارة العائلات البسيطة التي تعرف توافدا قليلا. وعند استفساره عن سبب عزوف العائلات البسيطة عن زيارة مطعمه أجاب بأن السبب يعود ربما لأسعاره التي ليست في متناول الجميع، وهذا راجع إلى ندرة السمك هذه الأيام، حيث يؤكد أحد أصحاب مركب صيد السردين بأنه كثيرا ما يعود خائبا في رحلته نحو الصيد.. وهو ما يكلفه خسائر كبيرة• هو حال الكثيرين من أصحاب المراكب الأخرى، إذ أصبح الطلب كبيرا ومتزايدا، سيما على سمك السردين الذي يلقى الطلب كبيرا عليه باعتباره من أرخص أنواع السمك وأحلاها مذاقا، حيث أصبح سعر الكيلوغرام الواحد منه هذه الأيام بميناء القالة لا يقل عن 150 دينار، أما الجمبري فقد فاق سعره 1400 دينار.. إن وُجد• ورغم كل هذا تبقى القالة الوجهة المفضلة لكثير من العائلات الباحثة عن أطباق السمك المشوي، والتي طالت شهرتها حدود الولاية.. هذا ما أهلها لتكون قبلة سياحية رائدة•