ما يميز رمضان في البيض اكتظاظ المساجد بالمصلين في كل الأوقات، وإقبال الأطفال بقوة على المدارس القرآنية هي دلالات كبيرة على أن استقبال رمضان بالبيض يعد من نوع خاص وفق العادات والتقاليد المتجذرة عبر التاريخ بهذه الولاية· وتنطلق السهرة بعد صلاة التراويح، بصينية الشاي المرفق بالحلويات، ويستمر السمر والسهر إلى غاية الدقائق الأولى التي تسبق أذان الفجر، أما الشباب فيقضون سهراتهم في المقاهي والمساحات الواسعة الزاخرة بالرمال الذهبية المتواجدة على مشارف مدينة البيض· أما الفتيات فيحرصن على تتبع المسلسلات والسهرات الفنية عبر القنوات التلفزيونية، والأخريات ينهمكن في ترتيب أواني الإفطار وتحضير مائدة السحور· وعند حلول موعد السحور يقبلون على تناول ''الكسكسي المسفوف'' الممزوج بالزبيب والسمن المحلي المعروف ب ''الدهان''، حيث تفضل معظم العائلات تناول هذا الطبق بالحليب· وأمام ارتفاع درجة الحرارة خلال هذا الموسم، والتي تزامنت مع حلول هذا الشهر المبارك، يقوم السكان يوميا بتنظيم نشاطاتهم اليومية منها البستنة والرعي بالخروج باكرا، مباشرة بعد صلاة الفجر، إلى مواقع عملهم بالمناطق الفلاحية أين تتواجد إسطبلات لتربية المواشي، وكذا سقي الخضروات قبل بزوغ أشعة الشمس· أما يوميات البدو الرحل بالصحاري والأرياف البعيدة خلال رمضان، فلا تختلف كثيرا عن أيامهم العادية، حيث يزاولون نشاطاتهم الرعوية تحت أشعة الشمس المحرقة وينصبون خيمهم بمحاذاة الكثبان الرملية تحضيرا للسهر بعد موعد الإفطار· ويتجمع أفراد ''الدوار'' خلال الليل على''قعدة'' صينية الشاي الذي يحضر على لهيب الجمر، إذ يعتمد هؤلاء البدو الرحل في نمط معيشتهم، سواء في الأوقات العادية أو خلال شهر رمضان، على أدوات بدائية لها نكهة خاصة لديهم، كطهي الطعام وتحضير أطباق مائدة الإفطار التي لا تغيب عنها ''الحريرة'' الطبق المفضل لدى معظم العائلات بمناطق البيض، سواء كانوا بالمدن أوالأرياف·