ما مستقبل المسلمين المقيمين في أوروبا؟ فيما يلي آخر الأخبار·.. وزير الداخلية في فرنسا (بريس هورتوفو) يدلي بأقوال عنصرية الطابع تسيء إلى المغاربة المهاجرين· خمس مدارس في بلجيكا تصدر قراراً يحظر على الطالبات المسلمات ارتداء الحجاب الإسلامي· منظمة تطلق على نفسها (منظمة أوقفوا انتشار الإسلام في أوروبا) ومقرها في لندن، تقوم بمظاهرة في مناسبة ذكرى تفجيرات سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة· هذه الأحداث الثلاثة وقعت خلال أسبوع واحد فقط·· مما يعكس تيارا متعاظما في أنحاء أوروبا معاديا للمسلمين والإسلام· وهذا مما يثير الخوف على مستقبل المسلمين الذين وطنوا أنفسهم على الإقامة في المجتمعات الأوروبية· وتتجلى خطورة الأمر أكثر من خلال بيان صدر عن منظمة تسمى (اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان) وتتخذ من لندن مقرا لها· وقد حذر البيان من تنامي الجماعات اليمينية المتطرفة ضد الإسلام في بريطانيا، وانتقدت المنظمة سكوت السياسيين البريطانيين حيال هذه الجماعات· ويفيد البيان بأن هناك سياسيين بريطانيين يدلون بتصريحات تدعو إلى شجب الحجاب، وأحواض السباحة الخاصة بالنساء المسلمات، وحفلات الزواج التي يتم فيها فصل الرجال عن النساء· وفي بلجيكا خرجت مظاهرة غاضبة تؤيد قرار المدارس الخمس التي حظرت ارتداء الحجاب، ورفع المتظاهرون شعارا يقول (لا للحجاب)· أما المشاركون في مظاهرة لندن فقد رفعوا لافتات مكتوب عليها (لا لبناء مساجد بعد اليوم) علما بأن المظاهرة سارت قرب المسجد المركزي الكبير في حي هارو· أعداد المسلمين المقيمين في بلدان أوروبا تعد بالملايين، وهم يشكلون نحو عشرة في المائة من إجمالي السكان وفي تبرير العداء المتنامي للمسلمين هناك، يقول السياسيون الأوروبيون: إن الجاليات المسلمة تعزل نفسها بنفسها برفضها الاندماج في المجتمعات الأوروبية· ربما يكون في هذه الحجة تبرير موضوعي بالنسبة إلى الأجيال الأصلية من المسلمين المهاجرين، لكنها قطعا لا تنطبق على أجيال الشباب المتتالية· فهذه الأجيال ترغب حقا في الاندماج الاجتماعي، لكن المجتمع الأوروبي يرفضها على أسس من التمييز العنصري· في كل الأحوال فإن أغلب الظن أن تتفاقم المشكلة مما يجعل مستقبل المسلمين في أوروبا مخيفا· الأجيال الجديدة من الشباب المسلمين ولدت ونشأت في بيئة أوروبية· والشاب الذي ولد ويعيش في بريطانيا أو فرنسا أو بلجيكا مثلا لا يعرف موطنة الأصلي، وبالتالي لا يعرف وطنا سوى الوطن الحالي، ومع ذلك فهو مرفوض· ويا لها من معضلة خطيرة·