دليل بوبكر يبرّئ وزير الداخلية الفرنسي من تهمة العنصرية في خرجة غريبة وغير متوقعة، عبر عميد مسجد باريس، دليل بوبكر، عن دعمه لوزير الداخلية الفرنسي، بريس هورتوفو، الذي يعيش على وقع محنة سياسية كبيرة، بسبب مطالبته بالاستقالة، جراء تصريحات صدرت عنه في حق شاب فرنسي من أصول مغاربية، وصفت ب "العنصرية". * دليل بوبكر المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، وعكس اتجاه تيار مختلف حساسيات المجتمع الفرنسي، وقف إلى جانب وزير الداخلية المعروف بطروحاته المعادية للمهاجرين والعرب بالخصوص، وقال في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "أعلن دعمي الشخصي للسيد هورتوفو" في ما يعيشه من أزمة بسبب تصريحاته المثيرة. * الرئيس السابق للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، برر هذا الدعم بما وصفها مواقف الرجل الداعمة للمسلمين في منطقة "أوفيرني" التي انتخب فيها بريس هورتوفو، وهي المواقف التي لقيت ثناء وإشادة من دليل أبو بكر، الذي أضاف "أشهد بأنني لم أسمع منه (يقصد بريس هورتوفو) سوى عبارات التقدير والاحترام بخصوص الجالية المسلمة المقيمة في فرنسا، خلال لقاءات به". * دفاع دليل بوبكر عن بريس هورتوفو لم يتوقف عند هذا الحد، عندما قال بأن ترويج مثل هذه الاتهامات لا يؤدي إلى نتيجة، ونزه حكومة فرانسوا فييون من العنصرية، مستدلا بوجود وزيرين من أصل جزائري في هذه الحكومة، هما نورة بارة وفضيلة عمارة. * وكان وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو قد تفوه بعبارات وصفت بالعنصرية في حق شاب من أصول مغاربية خلال تجمع شباني نظمه حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم (يرأسه ساركوزي)، حيث طلب شاب يُدعى "أمين" التقاط صورة مع الوزير بعد أن عرّفته إليه سيدة قائلة إنه عربي لكنه يشرب البيرة، فقال هورتفو مازحاً إن "أمين" لا يشبه النموذج الأصلي (الفرنسي). وفي حال اقتصر الأمر عليه فلا مشكلة، أما إذا تعدى العدد واحداً تبدأ المشكلات، علما أن هذا الوزير كلفه ساركوزي مباشرة بعد انتخابه رئيسا، بحقيبة وزارة الهجرة والهوية والاندماج، وفي عهد وضعت عراقيل كثيرة أمام المهاجرين وتم ترحيل الآلاف منهم إلى بلدانهم الأصلية. * وخلفت العبارات التي صدرت عن المسؤول الفرنسي، ثورة عارمة قادتها وجوه معارضة، وفي مقدمتها الأحزاب اليسارية والجمعيات المناهضة للعنصرية، حيث اتهمت وزير الداخلية بالعنصرية، ودعته للإستقالة أو إقالته من حكومة فرانسوا فييون. * ولم يجد وزير الهجرة السابق من محاولة للتقليل من شدة الغضب المتفاقمة ضده، سوى في إصدار بيان أوضح من خلاله أنه عندما تحدث عن "مشكلات تبدأ إذا تعدى الأمر شخصاً واحدا"، لم يكن يقصد الانتماء العرقي للشاب المغاربي، بل كان يريد القول إن كثيرين طلبوا التقاط صورة معه ما أخّر مغادرته المكان. * ورفض الوزير الجزائري الأصل عزوز بقاق، وهو وزير سابق لشؤون تكافؤ الفرص، تبريرات هورتوفو واعتبرها واهية، ولم يتردد في وصفه ب "الكذاب"، في حين سارع الضحية المدعو "أمين" إلى تبرئة ساحة الوزير المقرب جدا من ساركوزي، ونفى عنه تهمة العنصرية. * * دليل أبو بكر للشروق: "هورتوفو لا يعادي المسلمين وبالأمس فقط أفطر معهم" * نفى دليل بوبكر، عميد مسجد باريس، طابع العنصرية عن تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، بريس هورتوفو، واعتبره شخصية متسامحة وله علاقات طيبة مع مسلمي منطقة أوفيرني وكليرمون فيرون، اللذين انتخب عنهما في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان). * وقال بوبكر في تصريح عبر الهاتف ل "الشروق" من باريس، "ما صدر عن السيد هورتوفو لا يتعدى عبارات مازحة، غير أن البعض حاول تحويلها عن سياقها الطبيعي"، وتابع عميد مسجد باريس "أشهد أن السيد هورتوفو له علاقات طبيعية مع المسلمين في فرنسا، والدليل على ذلك هو أنه أفطر أمس فقط مع مسلمي منطقة أوفيرني على طاولة واحدة". * وأضاف رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية سابقا "السيد هورتوفو منتخب عن منطقة أوفيرني وهو يلتقي باستمرار سكان هذه المنطقة من المسلمين، ويستمع لانشغالاتهم، ولا أعتقد أنه يعادي الإسلام والعرب"، داعيا إلى عدم إعطاء مجرد عبارات صدرت على لسانه أكثر مما تستحقه. * وتابع "لا نريد المزيد من المشاكل لمسلمي فرنسا مع حكومة بلدهم، ويتعين علينا نحن المسلمين أن لا نربح العداوات المجانية، سيما وأن المعني أصدر بيانا وضح من خلاله ما كان يقصده".