أدخلنا عمي السعيد للبيت المتواضع مرحبا بنا، حيث كان صابرا لتأكده حسبه أن ابنه شهيد لأنه قتل غدرا· أما عمي بلقاسم الذي بدا أكثر تأثرا من فقدان ابنه الذي كان كل شيء بالنسبة له، فلم يستطع البقاء معنا ونحن نتحدث عن الحادثة واكتفى بقوله بصوت خافت (الله يرحمك ياولادي)· وحسب ما يروي الوالد فقد كان سمير يقود سيارته في منطقة الكنور بالدار البيضاء وإذا بسيارة ''آتوس'' رمادية اللون من الخلف يشير صاحبها بالضوء طالبا من سمير الابتعاد وفسح الطريق أمامها، فرد عليه سمير بإشارة يده يمكنك الطيران إن أردت ذلك، ما نرفز صاحب ال''آتوس'' الذي راح يوجه لسمير عبارات السب والشتم وهما يقودان سيارتهما، وبعد تجاوز جسر المطار قام الجاني بتخفيض السرعة وهو في الوضعية الثالثة على الطريق، ولما لحق به سمير توقف بجانبه وما كاد ينطق بكلمة حتى أطلق الجاني عليه النار فأصابه على مستوى الرقبة ثم أطلق رصاصة أخرى ليتخلص من الشاهد الوحيد على جريمته لكنه أصابه في يده اليمنى· وعند استفسارنا عن إمكانية الحديث مع فاتح الضحية الثانية للجاني، اكتشفنا أنه جارهم وكانت لنا دردشة معه · فاتح كان جد متأثر بالحادثة ويده اليمنى منتفخة بسبب الإصابة التي تعرض لها، حيث قال إنه لم يشاهد في حياته جريمة شنعاء على شاكلة أفلام هوليود مثل التي حضرها، وتأسف كذلك عن عدم تمكنه من تسجيل ترقيم السيارة، عدا جزءا منها هو 16,.2004 ولم يخف عمي السعيد أنه متألم جد من الطريقة التي فقد بها فلذة كبده، معربا لنا في ذات السياق عن ثقته في أجهزة الأمن التي تتابع القضية متابعة جدية للوصول إلى المجرم ليأخذ جزاءه الدنيوي والويل له من عقاب الآخرة يقول أبو سمير· وحسب مصادر عليمة، فإن التحقيقات في تقدم، حيث أن مصالح الأمن استعانت بالكاميرات الموجودة على الطريق السريع والتي لا تظهر للمارة للحصول على الترقيم الكامل للسيارة الذي يمكن مصالح الأمن من الوصول إلى الجاني، لكن لضمان السير الحسن للعملية وسرية المعلومات لم نتمكن من معرفة ما إذا كان الجاني موقوفا أو محل بحث، والقضية للمتابعة·