حذر أمنيون غربيون من هجمات إرهابية مفاجئة يحاول تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي القيام بها ردا على الهزائم التي أضعفته على جميع المستويات، وجعلته يعتمد على مجموعات مسلحة قليلة العدد للخروج من الخناق الذي دحرجه، ومحاولة مجابهة السياسة الناجحة المطبقة في المنطقة، خاصة منها الجزائرية، ودفعت إلى تصادم وشيك بين قيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال والعناصر الأجنبية المنتمية إلى موريتانيا ومالي، بعد تبادل اتهامات الفشل فيما بينها، وأن أشرطة قيادة تنظيم القاعدة الدولي، خاصة شريط بن لادن الذي هدد بمفاجأة سماها هدية رمضان، زادت من مخاوف تنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة· وذكر الخبير البريطاني بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، يجل إينكستر، أن الهدوء النسبي الذي عرفته منطقة الساحل دفع إلى مراجعة الفهم والدعوة إلى رفع درجة الحذر بعد الأحداث التي عرفها تنظيم القاعدة الدولي في عدة مناطق، والرسائل المشفرة التي تبعث بها من حين لآخر العناصر القيادية في التنظيم عبر مختلف مواقع الأنترنت، وأن الحصار الذي تعيشه الجماعة السلفية للدعوة والقتال في منطقة الساحل رفع درجة الانتقام لدى العناصر الإرهابية، خاصة منها الموريتانية والمالية، التي أصبحت تشكل الأغلبية داخل التنظيم، ما دفع إلى توتر داخلي يسير نحو تناحر بين عناصره المسلحة أو انقلاب في قيادته بهدف مواصلة نشاط التنظيم بعد اتهام القيادة الحالية لبلمختار أو زيد بالفشل في الاستجابة لنداءات بن لادن من جهة، ومواصلة ما تسميه الجهاد في المنطقة من جهة أخرى· واعتبر الخبير البريطاني الأراضي الموريتانية أشد خطورة في الوقت الحالي، بعد أن أصبحت العناصر المسلحة تتجول في المنطقة بسهولة وتضاعف عدد الإرهابيين الموريتانيين منذ تعيين القاضي الموريتاني أبو أنس الشنقيطي، محذرا من صعوبة التعامل مع المجموعات الإرهابية الصغيرة قائلا ''أصبحت موريتانيا مصدر قلق الدوائر الغربية''· واعترف اينكستر النائب السابق لمدير ''أم أي ,''6 بقدرات الجزائر المادية وكذا الاحترافية والخبرة في محاربة الإرهاب عامة والجماعة السلفية للدعوة والقتال، خاصة لما قال ''إنه من الصعب على تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مواصلة العزف على وتر المجموعات الصغيرة والاستمرار في سياستها الجديدة''، غير أن ''الحذر من انتقام هذه المجموعات والخلايا النائمة عبر هجمات دموية غادرة يبقى مطلوبا''، يضيف الخبير البريطاني· وعبر الاستخباراتي البريطاني، يجل اينكستر، عن تخوف وكالات الاستخبارات الغربية من هجمات إرهابية يخطط لها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على الأراضي الأوروبية عبر الخلايا النائمة وشبكات الدعم اللوجيستيكي المتواجدة في أوروبا، أو عن طريق المغتربين المتعاطفين معه، خاصة مع غياب المعلومات الكفيلة بترصد حركات العناصر الإرهابية، وأضاف ''إننا نعلم أن هناك شبكات دعم بين المسلمين الأوروبيين من أصول شمال إفريقية، ولكن لا نعلم ما إذا تم تفعيلها''، مشيرا إلى أن الاستخبارات الغربية أصبحت تطرح عدة أسئلة حول الموضوع، وأنها لا تملك معلومات دقيقة حول إمكانيات الجماعة السلفية للدعوة والقتال لتنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا أو أنها تخطط لذلك·