أكد المتخصص في العلوم السياسية وعنف التنظيمات الإسلامية المسلحة بجامعة هارفارد، توماس هيجهامر، أن القاعدة في المغرب الإسلامي منزعجة من استجابة المواطنين على اختلاف مستوياتهم للمراجعات التي طرحتها عدة قيادات دينية وجماعات إسلامية مسلحة، وكذا للفهم الصائب للإسلام والوعي الكبير الذي أصبح يميز الشباب، موضحا أن الهجمات التي يتبناها التنظيم في السنوات الأخيرة تتم بروح انتقامية من الأبرياء والمواطنين العزل الذين استجابوا للمراجعات والفهم الصحيح لدينهم والنوايا الخبيثة للعناصر والتنظيمات الإرهابية· وأضاف الخبير في ملف الإرهاب أن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال يحاول التكيف مع المعطيات الجديدة في الواقع، سواء منها إزاء المواطنين والمجتمع أو تلك الخاصة بالسياسة الأمنية الناجحة المطبقة· ومن جهته، أوضح المتخصص في استراتيجية ودعاية تنظيم القاعدة، جاريت براتشمان، أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يعاني تراجعا كبيرا على مستوى النشاط الميداني وعلى مستوى الدعاية التي كان يراهن عليها، بعد فشله في إيصال أفكاره الدموية عن طريق الهجمات والأعمال الإرهابية، وقال ''يرجع ذلك السيل الدعائي السابق إلى فشل النشاط الإرهابي الميداني، وإما أن تتوقف الدعاية مع الهجمات الإرهابية فذلك من علامات الفشل الذي أصاب التنظيم في المنطقة''، مضيفا أن الحذر يبقى مطلوبا من إعادة إحياء إحدى الوسيلتين بغرض إقناع متشددين وتجنيد عناصر من جهة، والترويج على أن التنظيم الإرهابي لايزال ينفذ أهدافه ويواصل نشاطه، من جهة أخرى· وكشفت من جهتها شركة ''إنتل سنتر'' لمراقبة التنظيمات الإرهابية، التي تتخذ من الولاياتالمتحدةالأمريكية مقرا لها، عن ارتفاع محتمل لمعدل الدعاية والنشر على المواقع الإلكترونية التابعة للتنظيمات الإرهابية سنة 2009 مقارنة مع عامي 2006 و2008، بعد الفشل الكبير الذي تعانيه على المستوى الميداني جراء الملاحقة المستمرة لعناصرها الدموية من طرف المصالح الأمنية، خاصة في الجزائر التي أصبحت قبلة لطلاب المساعدة والنصيحة، بعد أن نجحت في دحر الجماعة السلفية للدعوة والقتال·