ذكر منسق فريق مراقبة تنظيم القاعدة بالأمم المتحدة، ريتشارد باريت، أن ''زعماء ما يسمى ''القاعدة'' ليس لديهم في الوقت الحالي موارد مالية هامة، خلافا لتنظيمات إرهابية محلية، كالجماعة السلفية للدعوة والقتال، الضالعة بشدة في تجارة المخدرات والسلاح وتهريب السلع والاتجار بالبشر في منطقة دول الساحل الشاسعة، وقال إن تنظيم القاعدة يبلغ مختلف التنظيمات المحلية، التي أعلنت ولاءها في وقت سابق له بصورة روتينية، أن التبرع هو بديل مقبول تماما لمواصلة العمليات الإرهابية• وكشف مصطفى أبو اليزيد، المصنف ثالثا في تسلسل قيادة تنظيم القاعدة العالمي، في آخر تسجيل صوتي الأسبوع المنصرم، أن التنظيمات والجماعات الإرهابية المسلّحة المنتشرة في عدة مناطق، ومنها الجزائر، في إشارة منه إلى تنظيم ما يعرف ب ''القاعدة في المغرب الإسلامي''، تستخلف بعملياتها الدموية المتفرقة ما ينتظر من التنظيم العالمي الذي يقوده بن لادن، وأنه على تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وغيرها من التنظيمات العمل على تمويل التنظيم العالمي من خلال عملية الاختطاف والابتزاز على مستوى دائرة نشاطها لإعادة تقوية صفوفها والاستعداد للرد على العمليات العسكرية وتجنيد عناصر دموية جديدة تعويضا لفقدانها لعناصر قيادية وميدانية• وقد أصدر ما يعرف ب ''تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي'' بيانا بعد تنفيذ العملية الإرهابية الدموية بالمنصورة، في ولاية برج بوعريريج، والتي ذهب ضحيتها 18 دركيا، يعلن فيه مسؤوليته عن العملية، ويدعو من خلاله المواطنين إلى تدعيم عملياته وتبني أعماله الإرهابية، في محاولة لاسترجاع شرعية نزعتها منه مرجعياته السابقة، من خلال إعلان توبتها ودعوتها إلى ترك العمل المسلح، وعدم شرعية أعمالها وأفكارها، ولا يشير في أية فقرة إلى ما دعا إليه تنظيم القاعدة العالمي، بل بالعكس حاول اللعب على العمل الإنساني المزعوم وتبرئة نفسه من استهداف المواطنين، حين ذكر قيام عناصر تنظيم دروكدال بإسعاف صبية جريحة، وترديد أن التنظيم ينتمي لقاعدة بن لادن، ما اعتبره المراقبون ''ارتباكا واضحا بين البحث عن الشرعية وسط الشعب أو الاستجابة لنداء أبو اليزيد''، وأن تنظيم دروكدال أنهكته ضربات المصالح الأمنية وسياسة المصالحة الوطنية، وأصبح يعيش عزلة على جميع المستويات، وأن عدم تلقي نداء تنظيم بن لادن أي استجابة، تعود إلى الضعف الذي تعانيه العناصر الإرهابية من جهة، وعدم ارتباطها بالتنظيم العالمي، حسب ما كانت تزعم، بالنظر للاختلاف الحاصل بينها جراء تواجد العناصر الدموية الأجنبية التي تحاول السيطرة على قيادة دروكدال• ويأتي الشريط المسجل للإرهابي، أبو يحي الليبي، ليظهر التململ الذي تعانيه عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، حين هاجم الشعب الجزائري وثورته العظيمة، التي سيبقى التاريخ العالمي يذكرها رغم أنفه، وذهب الى حد أنه ساوى بين الشهداء والعناصر الإرهابية، الذين أثبت تسجيله أنها عميلة وأداة لقضاء مصالح لعدة عواصم تكن حقدا دفينا للجزائر وتاريخها وشعبها، خاصة بعد أن أفتى بالجهاد في أرض الجزائر، متناسيا ما يجري في فلسطين والعراق وأفغانستان، موجها حديثه لعناصر الجماعة السلفية الدعوة والقتال بدلا من القاعدة في المغرب الإسلامي، كما جرت العادة• وفسرت جهات مهتمة بالإرهاب أن هذا التسجيل مفضوح، تحاول أطراف متصارعة داخل تنظيم بن لادن استغلال تنظيم دروكدال لتمرير رسائل لضرب استقرار الجزائر والاستحواذ عليه بعد أن ضعفت عناصره جراء السياسة الأمنية الناجحة، وأن الإرهابي المدعو، أبو يحي الليبي، لا يملك من المكانة التي تجعله يتحدث باسم تنظيم القاعدة العالمي لعدة أسباب• وتفضل مجموعة أخرى من المراقبين تصنيف تسجيل أبو يحي الليبي في خانة الحرب التي أعلنت عنها لندن وواشنطن على المواقع الالكترونية، ونسبت التسجيل المفبرك للقاعدة للتشويش على الجزائر وتحقيق مكاسب اقتصادية وعسكرية، على اعتبار أن الإرهابي المتحدث لا يملك معرفة حقيقية عن الثورة الجزائرية وشعبها، الذي يرفض أي تواجد أجنبي مسلح فوق أرضه باعتراف القريب والبعيد• ودعا، أمس الأول، تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، في بيان تبنى خلاله عملية اغتيال الرعية الأمريكي بنواكشوط، إلى الجهاد في المغرب وموريتانيا، دون أن يشير إلى الجزائر، كما ذكر أبو يحي الليبي في تسجيله، متوعدا أمريكا ورئيسها بعمليات ضد مصالحها، مشيرا في ذات البيان، الذي أمضاه مسؤول الإعلام بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، أبو محمد صلاح، إلى أن الأمريكي يقوم بعمليات تبشير وتنصير ترفضها المجتمعات الإسلامية، وهو ما فسرته ذات المصادر المتابعة أن حرب المواقع الإلكترونية المعلنة أخذت أبعادا جديدة تتطلب الكثير من الحيطة والحذر في تناول محتواها، وأن الاختلاف في محتوى البيانات التي تصدر من حين لآخر وتنسب للتنظيمات الإرهابية دليل على حرب غير معلنة على مواقع الانترنيت بين عدة أطراف تشترك في هدف واحد يتمثل في استهداف الجزائر، دولة وشعبا وتاريخا•