يستعد الجزائريون كغيرهم من شعوب العالم الإسلامي والعربي للتحضيرات الخاصة بعيد الفطر المبارك، وتعد تبادل عبارات التهاني أحد السمات الكبرى لعيد الفطر المبارك، لكن طريقة إيصال هذه التهاني وعبارات الشكر تغيرت داخل المجتمع الجزائري من مرحلة لأخرى بشهادة من تحدثت إليهم "الفجر"، نهار أمس ببعض شوارع العاصمة. أضحى الكثير من الجزائريين يفضلون تبادل هذه التهاني عبر المكالمات والرسائل الهاتفية القصيرة، لعدة أسباب حسب العارفين بقطاع تكنولوجيا الاتصال، أبرزها الانتشار الواسع للهاتف النقال بفضل انفتاح السوق، حيث تحصي الجزائر أكثر من 10 ملايين مشترك في كافة الشبكات "جيزي"، "نجمة" و"موبيليس" في فترة أقل من 3 سنوات، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الشرائح التي أصبحت تتراوح مابين 150 دج إلى 500 دج وكذا انخفاض أسعار أجهزة النقال ولواحقه، كل هذه العوامل ساعدت تكنولوجيا على تبادل التهاني عبر رسائل "أس.أم.أس". فيما يقول آخرون، منهم ناصر، تاجر في الهواتف النقالة وتوابعها بشارع حسبية بن بوعلي في حديثه ل "الفجر": "الرسائل القصيرة باتت الوسيلة المفضلة لدى الجزائريين في الاتصال فيما بينهم سواء بهدف الإخبار أو بهدف تبادل عبارات الحب والتهاني. وعلى هذا المنوال ستحقق تهاني عيد الفطر القادم بالرسائل القصيرة المفاجأة هذا العام منها قلة تكلفتها؛ إذ يتراوح نص الرسالة مابين 3 و7 دج"، أما طالب آخر فيقول: "أفضل استعمال أس.أم .أس في الهاتف النقال لعدة أسباب منها نص رسالة واحدة موجهة لكامل قائمة الأجندة المسجلة في جهاز النقال"، فيما قالت إحدى السيدات: "النقال بجميع تقنياته ساعد على تخطي العديد من العقبات، إذ أصبحنا نرسل الرسائل ونتهاتف لتبادل مختلف التهاني الخاصة بالمواسم والأعياد الدينية، دون التنقل، خاصة وأن الشبكة الاتصالية بالجزائر ضعيفة بمعظم مناطقها"، فيما أقر آخر أن الرسائل البريدية "الإيميل" أصبحت هي الأخرى وسيلة مفضلة لدى الجزائريين لتبادل التهاني، لكن بنسبة أقل نظرا لعدم انتشار الوسيلة لدى "الأنترنات" لدى فئات واسعة من أفراد المجتمع، حسب تعبير أحد مسيري مقاهي النات. وفي الأخير يمكن القول أن التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام والاتصال غير سلوكات الجزائريين كغيرهم من شعوب العالم، ومن مزايا هذه الوسائل السرعة الفائقة والتكلفة البسيطة، لكنه قضى ولو جزئيا على الزيارات لاسيما العائلية.