تشهد المنطقة الحدودية الشرقية من ولاية الوادي، منذ الأشهر القليلة الماضية، عمليات تهريب واسعة للسلع التونسية باتجاه الأسواق المحلية، وحتى الوطنية، تتمثل هذه السلع المهربة على الخصوص في أنواع الخضر والفواكه، بسبب ارتفاع أسعارها على المستوى الوطني· وذكر عدد من التجار النشطين بأسواق الجنوب الشرقي ل'' الفجر'' بأنهم يركزون في عمليات التهريب على الخضروات، مثل الطماطم والفلفل و''الكابي'' والفواكه الموسمية، مثل الدلاع والموز والعنب، وحتى التفاح التونسي، ناهيك عن العجائن والزيوت التي يكثر عليها الطلب بالأسواق المحلية نتيجة نوعيتها الجيدة وجودتها العالية، إضافة إلى سعرها المنخفض، حيث امتهن عدد كبير من الشباب البطال هذه المهنة نتيجة الأرباح الكبيرة التي تدرها لكثرة الطلب عليها· وحسب مصادر محلية، فقد تحول الشريط الحدودي إلى منفذ للمهربين المتخصصين في تهريب الخضر والمواد الغذائية· وفي هذا السياق، أفادت مصادر ''الفجر'' أن مصالح الأمن العاملة على مستوى الشريط الحدودي الطالب العربي، 170 كلم شرق ولاية الوادي، تمكنت في ساعة متأخرة من ليلة يوم أمس من حجز 13 قنطارا من الطماطم التونسية الطازجة المهربة نحو الأسواق المحلية بولاية الوادي كانت على متن سيارة ''بوجو ''404 نفعية، يقودها شخص في الأربعينيات من العمر· وحسب مصادر ''الفجر''، فإن مصالح الأمن المرابطة على مستوى دائرة الطالب العربي الحدودية انتابها الشك في كمية الحمولة التي كانت بداخل السيارة، لتقوم عند وصولها إلى الحاجز الثابت بتفتيشها وتحجز السيارة والكمية الموجودة التي فاقت قيمتها المالية المليار سنتيم، مع توقيف سائق السيارة الذي تمت إحالته على وكيل الجمهورية· وتتخوف عديد الأوساط المحلية من أن تنتقل البوابة الحدودية الطالب العربي إلى وجهة للمهربين قد تؤثر سلبا على القطاع الفلاحي بهذه الولايات، خاصة مع الغلاء الفاحش للسلع والمواد الغذائية وحتى الخضر والفواكه، لكون التجار بولايات الجنوب وجدوا أن جلب هذه المواد من تونس أقل تكلفة من جلبها من ولايات الشمال، هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار صغر المسافة بين تونس وولايات الجنوب الجزائري، لاسيما الوادي وورفلة·