الحكمة من صيام ست من شوال ما الحكمة من صيام ست من شوال؟ الحكمة من صيام ست من شوال هي الحكمة في بقية النوافل التي شرعها الله لعباده لتُكَّمل بها الفرائض، فإن صيام ستة أيام من شوال بمنزلة الراتبة للصلاة التي تكون بعدها ليكمل بها ما حصل من نقص في الفريضة· ومن حكمة الله تعالى ورحمته أنه جعل للفرائض سنناً تكمل بها وترقع بها فصيام ستة أيام من شوال فيها هذه الفائدة العظيمة، وفيها أيضاً صيام السنة، فإنه قد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:''من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر؛· قضاء رمضان أم صيام الست من شوال؟ أنا امرأة أصابني الحيض في شهر رمضان الماضي، فأمسكت عن الصيام حتى تطهرت، ثم أتممت صيام ما بقي من أيام الشهر، والآن تتنازعني رغبتان: الأولى: أن أقضي ما عليّ إبراء للذمة· والثانية: أن أبادر فأصوم ستة أيام من شهر شوال لأحظى بأجر من صام الدهر كما أخبر الرسول الله عليه وسلم · فبأيهما أبدأ؟ اختلف العلماء حول جواز التطوع بالصيام قبل أن يقضي ما عليه من رمضان، فذهب بعض العلماء إلى أن ذلك لا يجوز، وأن على الإنسان أن يبدأ بقضاء ما عليه أولا· ثم عليه أن يتنفل بعد ذلك، وذهب بعضهم إلى جواز التنفل قبل القضاء· والذي أرجحه أن صيام النفل قبل القضاء جائز لأنه قد ورد عن عائشة أنها ما كانت تقضي ما عليها من رمضان إلا في شعبان المقبل، فماذا كان من أمرها طوال هذه الأشهر العشرة؟ أما كانت تتنفل بشيء من الصيام أبدا؟ هذا غير معقول، وهذا خلاف الوارد عنها· ولكني أرجح أن المرأة تقضي ما عليها أولا، ثم تبدأ في التطوع؛ لأن الإنسان لا يضمن عمره، فقد يمرض الصحيح، ويشيخ الشاب، ويضعف القوي· فالأولى أن يسارع الإنسان إلى تبرئة ذمته أولا بأن يقضي ما عليه·