تبخرت آمال الفلاحين بوسط البلاد في تحقيق نتائج إيجابية بالنسبة للموسم الفلاحي بعد أن علقوا آمالا عريضة على الرفع من كميات الإنتاج بفعل الكميات الهامة من الأمطار التي تساقطت مؤخرا على مناطق عديدة من الوطن، وهذا لغياب الأسمدة الضرورية في هذه المرحلة من عمر ما تم غرسه لتدعيم نموه، ونضوجه في الفترة المحددة بالكمية والنوعية المطلوبتين· توجه عدد من الفلاحين إلى المديريات الفلاحية للشكوى من عدم توفر الأسمدة لدى الجهات المكلفة بتسويقها وتوزيعها على الفلاحين، حيث أشار عدد منهم الى قطعهم رحلة البحث عن الأسمدة في ثلاث ولايات من الوسط، هي البليدة وبومرداس والعاصمة، دون أن يتمكنوا من اقتناء ولو كيلوغرام واحد، حسب تصريح أحد الفلاحين، الأمر الذي يهدد بصورة كبيرة موسمهم، وهم الذين راهنوا على الإنتاج الوفير بفعل الكميات الهامة من الأمطار التي وصفها الفلاحون بأنها جاءت في الوقت المناسب ولم تعرف تأخرا، إلا أن آمال الفلاحين، خاصة منتجي أنواع من الخضر التي تزرع في فترة متقدمة من الموسم الفلاحي، مثل القرنبيط والكرافس وغيرها، اصطدموا بغياب الأسمدة التي تعد أكثر من ضرورية لتحقيق كمية إنتاج تمكنهم من تغطية المصاريف التي أنفقوها على البذور، وعملية الزرع وباقي متطلبات العملية· ولم يجد الفلاحون الذين فوجئوا بغياب الأسمدة إلا التوجه الى أقرب مديرية فلاحية، لطرح هذا الإشكال، إلا أن ردها تمثل في أنها لا تمتلك إلا أن توجه مراسلات لوزارة الفلاحة لاطلاعها على الموضوع، مادامت لا تمتلك حلولا تنقذ بها الفلاحين وموسهم، وهو ما أثر على الشاكين الذين يرون أن عامل الوقت عنصر مهم في عملهم وأي تأخر في تدعيم ما تم غرسه بالأسمدة سيؤثر عليه لا محالة· كما أضاف المشتكون أن ما حز في أنفسهم هو أن عددا من زملائهم لا يجدون صعوبة في اقتناء الأسمدة بالكميات التي يريدون، في الوقت الذي عجز البعض الآخر عن شراء ولو كمية بسيطة منها، وهو الأمر الذي سيفسح المجال واسعا للبزنسة في بيع الأسمدة· وحسب آراء العديد من الفلاحين، فإن الغياب الذي تعرفه الأسمدة سيؤثر بصورة كبيرة في إنتاج وأسعار البطاطا، التي تحتاج كميات كبيرة من الأسمدة ودونها فالانتاج معرض الى التقلص، وبالتالي خسارة الفلاح الذي يقبل على زراعتها، الأمر الذي يهدد أيضا بارتفاع أسعار البطاطا التي تشكل المادة الأساسية في غذاء الجزائريين أكثر مما عليه حتى في فترة جنيها، وهي الفترة التي كانت تعتبر سابقا مناسبة لتنخفض أسعارها وتصبح في متناول الجميع· وعند نقل انشغال الفلاحين للوزارة الوصية، أشار المكلف بالإعلام إلى أن الأسمدة، وبالنظر إلى الأزمة التي عرفتها عملية التوزيع والنقص خلال الموسم الفارط، قامت وزارة الفلاحة بتحضير كافة الظروف لتتم عملية وصول الأسمدة للفلاحين دون تأخر وبالكميات المطلوبة من طرفهم، إلا أنها آخذت على الفلاحين عدم احترام التوقيت المخصص لموسم زراعة كل منتوج، حيث لا يمكن أن يطلب فلاح الأسمدة خارج الأوقات التي حددتها الوزارة سلفا لكل منتوج، كما وجهت الوزارة نداءها للفلاحين ليكونوا محترفين خلال كافة عمليات التحضير التي تسبق عملهم، ودعتهم للتجمع في أطر قانونية ليتمكنوا من طرح مشاغلهم بصورة جماعية وإيصال أصواتهم بسهولة ما سيمكن وزارة الفلاحة من التدخل في الوقت المناسب·