أعطت وزارة الثقافة إشارة الانطلاق لعدة مشاريع كبرى وهامة بهدف حماية التراث الجزائري، والمواقع الأثرية من الاندثار، وهذا في العديد من ولايات الوطن· كما تكاد الأشغال تنتهي بمشاريع أخرى ستستلمها الوزارة قريبا، حسب مصدر من وزارة الثقافة·· مشروع لترميم موقع ''تيمزيوين'' الروماني بسعيدة استفاد موقع ''تيمزيوين'' الروماني الواقع بدائرة يوب بسعيدة، والذي يعود تاريخ تشييده إلى القرن الثالث ميلادي، من مشروع هام يهدف إلى ترميمه. وأضاف المصدر ذاته، أن هذه العملية تندرج في إطار برنامج تطوير مناطق الهضاب العليا بوضع سياج خارجي ومباشرة أشغال لترميم الآثار المتواجدة بذلك المكان، حتى يتسنى حماية وإعادة الاعتبار لهذا الموقع الذي يسلط الضوء على مدى الاهتمام الكبير الذي أولاه الرومان لهذه المنطقة الإستراتيجية· وأضاف المصدر ذاته، أن هذا الموقع المعروف باسم ''لوكو''، والذي يقع على بعد 52 كلم من عاصمة الولاية، كان من أهم المخيمات العسكرية الدائمة في حدود موريطانيا القيصرية، وقد تشكلت حاميتها من فرقة للخيالة البانونيين، ويتكون هذا المخيم العسكري الواقع بقرية ''المعاطة'' من سور مزدوج يشبه الحصن الصغير، كما ترتفع آثار بناية عسكرية تشبه المعبد أو الحمام الروماني على مستوى سوره الثاني، تليه مباشرة بقايا بنايات شيدت بقطع حجرية كبيرة يعتقد أنها خزان مياه أو حمام· رصد 55 مليون دج لإعادة الاعتبار للمواقع التاريخية ببشار من جهة أخرى، تم تخصيص غلاف مالي قدره 55 مليون دج لعمليات إعادة الاعتبار للمواقع التاريخية بولاية بشار، وستشمل هذه العمليات - حسب المصدر ذاته - الفضاءات المشتركة للقصور العريقة بتاغيت والقنادسة وبني عباس، المصنفة تراثا معماريا وطنيا، وقد غدت عمليات إعادة الاعتبار وترميم هذه المواقع، مسألة ملحة عقب الأضرار التي تعرضت لها هذه الفضاءات التاريخية بفعل الفيضانات التي اجتاحت المنطقة في أكتوبر العام الماضي، والتي تسببت في انهيار أجزاء هامة من هذه القصور، من بينها المسجد العتيق لقصر تاغيت الذي شيد منذ أكثر من 15 قرنا. ويذكر أن هذه القصور القديمة خضعت سنة 2002 لعمليات ترميم وإعادة تأهيل واسعة النطاق، والتي قدرت تكلفتها المالية بما يفوق 230 مليون دج، مما سمح بحماية العديد من الفضاءات المشتركة وترميم عدد من السكنات ذات الأهمية التاريخية والمعمارية· الأشغال جارية لإعادة الاعتبار لأقدم باب بمدينة وهران وفي السياق ذاته، تجري عملية إعادة الاعتبار لأقدم باب بمدينة وهران، الكائن بالحي الشعبي ''سيدي الهواري'' بالمدينة، وتأتي هذه العملية في سياق المساعي الرامية إلى محو مظاهر التدهور الذي يشهده هذا المعلم التاريخي الذي يسمى ''باب كانستال''، ويطلق عليه كذلك اسم ''باب البحر''· وتنقسم الأشغال المبرمجة إلى ثلاث مراحل، تخص الأولى التنظيف وإزالة الحشائش الضارة، الثانية بنزع الطبقة الإسمنتية التي تكسو الحجارة المصقولة كونها المادة الأساسية المستعملة في بناء هذا الصرح الأثري، فيما ترتكز الثالثة على تنظيم خرجات تثقيفية وسياحية لفائدة الزوار من سكان المدينة ولاسيما القاطنين بحي ''سيدي الهواري'' والأحياء المجاورة له وكذا تلاميذ المدارس، بغية التعرف على هذا المعلم التاريخي من خلال شروحات يقدمها مرشد سياحي مختص في هذا الميدان، حسب ذات المصدر· ويعود تاريخ تشييد باب ''كانستيل'' المصنف وطنيا في سنة 1952 إلى عهد المرينيين، وفي سنة 1734 قام الإسبان، إبان احتلالهم لوهران، بتدعيم البوابة وتحصينها، بينما شهدت الحقبة الاستعمارية الفرنسية بناء عمارتين فوق المعلم لم تعودا صالحتين للسكن جراء تدهورهما وتصنيفهما من قبل المصالح المعنية كبنايات مهددة بالانهيار. كما تعتبر البوابة من أقدم الأبواب الأربعة التي تشتهر بها مدينة وهران والواقعة بحي سيدي الهواري.. وهي ''باب السانطون'' و''باب اسبانيا'' و''باب كرافنسراي''، فضلا عن ''باب كناستيل'' حيث كان هذا الأخير في القديم يتقدمه جسر كبير يؤدي إلى معبر ''كانستيل'' الذي أصبح يسمى في الوقت الراهن شارع بن عمارة بودخيل··