الفلسطينيون يتفاوضون مع اليهود عبر أمريكا ومصر وأوربا، حول قيام دولة قابلة للحياة في بعض الأراضي الفلسطينية! ترى كيف تتفاوض إسرائيل مع حكومتين فلسطينيتين موجودتين في الميدان لدولة لم توجد بعد؟! وكيف تتفق إسرائيل مع الحكومات التي ولدت قبل الدولة الفلسطينية على جعل القدسالمدينة عاصمة لدولتين، واحدة موجودة هي إسرائيل، وأخرى غير موجودة هي دولة فلسطين! العبث العربي بالقضية الفلسطينية بلغ مداه في الثمانينيات، لكن العبث الفلسطيني بالقضية الفلسطينية الآن تجاوز كل التوقعات حتى الإسرائيلية··! فلم تكن إسرائيل في الستينيات والسبعينيات تحلم بأن يعترف بها العرب كدولة فما بالك بالفلسطينيين، ولذلك نقلت حلمها بأن يعترف بها العرب والفلسطينيون كدولة يهودية، ومعنى هذا الكلام أن الأرض التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 لن تتنازل عنها بل ستقايضها للفلسطينيين بأراضي 1948 داخل إسرائيل! ثم يجري بعد ذلك البحث عن دولة فلسطينية قابلة للحياة بحكومتين وبعاصمتين وب 22 رئيس دولة عربية يرى نفسه هو محرر هذه البلاد! القرار التاريخي الذي ينبغي اتخاذه من طرف الشعب الفلسطيني هو إنهاء مهام ما يسمى بالسلطة الفلسطينية والحكومات المزيفة التي تنشط باسم هذه السلطة·· والبقاء تحت السلطة الإسرائيلية كشعب مضطهد ومحتل بلا دولة وبلا حكومة.. أفضل من القبول بحكومة مقايضة تتم فيها مقايضة جزء من ا لأرض احتل سنة 1948 بجزء آخر احتل سنة 1967! البقاء فوق الأرض كضحايا أفضل من دولة مزعومة غير قابلة للحياة تنجز على أساس تصفية القضية! فالإحتلال أفضل وأشرف وأضمن للقضية من هذا الإستقلال الذي يصفي القضية·· فماذا تقولون؟!