أرجعت الاتحادية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أسباب حوادث المرور المرتكبة من طرف سائقي حافلات نقل المسافرين، إلى تهاون وزارة النقل في عدم ضبط قوانين وشروط صارمة عند توظيفهم، بحيث أن طريقة توظيف هذه الفئة تتم دون اشتراط توفر أدنى المقاييس التي من المفترض أن يتمتع بها المؤهل لسياقة حافلة يتراوح عدد مسافريها ما بين ال 20 و80 مسافرا، يكون السائق المسؤول الأول عن سلامتهم· أكد رئيس الاتحادية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، بوشريط عبد القادر، أن من بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تسبب حافلات نقل المسافرين في حوادث مرور مميتة، عدم احترام المتعاملين في مجال نقل المسافرين الشروط الخاصة بتوظيف السائقين· وقد حمل المتحدث، في اتصال مع ''الفجر''، وزارة النقل مسؤولية تلك الحوادث، متسائلا عن التناقض الصارخ في مجال المحافظة على سلامة المسافرين، بحيث أن سائقي سيارات الأجرة يخضعون من حين إلى آخر لتربصات وحملات تحسيسية، في حين أن تلك الحملات والدورات التكوينية لا تشمل سائقي الحافلات وبالأخص العاملين في بالخطوط الطويلة ما بين الولايات التي تحتم على السائق البقاء خلف مقود الحافلة لأكثر من 15 ساعة· ومن بين التجاوزات التي يرتكبها المتعاملون في مجال نقل المسافرين، توظيف سائقين مصابين ببعض الأمراض كالسكري وضغط الدم، الأمر الذي من شأنه أن يهدد سلامة المسافرين· كما أوضح ذات المتحدث أن قطاع نقل المسافرين تشوبه فوضى كبيرة، فمجمل المتعاملين يبحثون عن الربح السريع فقط، حيث لا تخضع الحافلات للصيانة الدورية، وتوظيف العمال عبر الحافلات يتم وفق أهواء المتعاملين، فكل متعامل يعمل وفق رؤيته الخاصة في ظل عدم تواجد قوانين تضبط السائقين· وفي السياق ذاته، كشف ذات المتحدث عن تواجد متعاملين يرفضون توظيف سائقين اثنين لنقل المسافرين عبر الخطوط البعيدة، الأمر الذي جعل من بعض السائقين يغامرون بأرواح المسافرين بقيادة الحافلة طيلة 15 ساعة دون توقف، عوض العمل وفق نظام المناوبة، بحيث من المفترض ألا تقلع حافلة من المحطة إلا إذا توفرت على سائقين يعملان بنظام التناوب· وفي غضون ذلك، حمل رئيس الاتحادية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع وزارة النقل مسؤولية ارتفاع حوادث المرور عبر الطرقات الوطنية والولائية، بحيث أنه من المفروض ألا يتجاوز معدل سياقة حافلة نقل المسافرين ليلا ما بين 4 إلى 5 ساعات، الأمر الذي يقتضي على وزارة النقل التحرك في اتجاه تقنين مهنة سياقة الحافلات وفرض قوانين صارمة على المتعاملين، مستطردا بالقول: ''رغم مخاطر الطرقات، فإن كل سائق يجتهد في نقل المسافرين بطريقته الخاصة، فحتى محطات التوقف لغرض الراحة غير معينة، ويختار سائق الحافلة المكان الذي يحلو له، لتبقى بذلك لغة الفوضى تسود القطاع، بعيدا عن سلامة المسافر''·