شرعت فرنسا في سلسلة من التحركات السياسية والعسكرية في منطقة الصحراء والساحل الإفريقي لدعم تواجدها في المنطقة وحماية مصالحها الاقتصادية، ومراقبة التحالف العسكري الذي أبرمته الجزائر مع ليبيا وموريتانيا والنيجر ومالي لمحاربة القاعدة في المنطقة• ويزور قائد أركان الجيش الفرنسي الجنرال جان لويس جورجيلا موريتانيا منذ يومين، حيث التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وناقش معه سبل الدعم والدور الفرنسي في مجال التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة التي تشهد نشاطا مكثفا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي• كما التقى قائد أركان الجيش الفرنسي قائد أركان الجيش الموريتاني العميد محمد ولد الغزواني، وتبادلا الحديث بشأن التنسيق الأمني القائم بين البلدين وضرورة تقديم مساعدة فرنسية للقوات المسلحة في موريتانيا من أجل مواجهة المخاطر القائمة كالقاعدة والتهريب• وقال مسؤول موريتاني أن زيارة الوفد الفرنسي شكلت تطورا مهما في مسار العلاقات الأمنية بين موريتانيا وفرنسا، مشيرا إلى إن عودة فرنسا للاهتمام مجددا بموريتانيا ربما فرضته عليها الظروف الإقليمية والدولية، ''ولعل أمرين هامين أساس الاهتمام المتزايد بموريتانيا، أولهما استهداف المصالح الفرنسية في موريتانيا من طرف تنظيم القاعدة وضرورة حماية مصالح عملاقة كقاعدة شركة (توتال) في وادان شمالي موريتانيا، وثانيهما هو الدور المتصاعد للولايات المتحدةالأمريكية في منطقة الساحل وغربي إفريقيا''• وأوضح نفس المصدر أن فرنسا تحاول تجاهل الجزائر من مخطط المساعدات العسكرية الذي قررت البدء فيه لتجهيز جيوش دول الساحل بمعدات قتالية وتدريب لبعض الضباط، وهو ما أثار استغراب مسؤولين أمنيين وسياسيين جزائريين، واعتبروه محاولة للضغط السياسي على الجزائر عبر التغلغل عسكريا خلف حدودها الجنوبية• وتحاول فرنسا الالتفاف على مشروع عسكري مشترك بين الجزائر ومالي وموريتانيا وليبيا والنيجر، وهي الدول التي كانت قد اتفقت قبل أقل من شهر على وضع خطة عسكرية وتسيير قوة مشتركة في منطقة الساحل والصحراء لمهاجمة معسكرات تنظيم القاعدة وملاحقة عناصرها وتوسيع التنسيق الأمني للقضاء على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي أعلن في وقت سابق مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف في الثامن أوت الماضي السفارة الفرنسية بالعاصمة الموريتانية نواقشوط، وخلف إصابة دركيين فرنسيين يحرسان السفارة وسيدة موريتانية كانت قريبة من موقع الحادث، وكذا السعي للحد من محاولات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي توسيع نطاق نشاطها إلى موريتانيا، حيث سبق للتنظيم مهاجمة ثكنة عسكرية تابعة للجيش الموريتاني في الرابع جوان ,2005 قتل خلالها 15 جنديا موريتانيا ونجاحه في تجنيد عدد من الموريتانيين في صفوفه• كما تسعى فرنسا من خلال محاولاتها بعث علاقات اقتصادية مع موريتانيا إلى مضايقة الجزائر في هذا المسعى، خاصة في ظل جملة من الرهانات الأمنية والاقتصادية، أبرزها رغبة الجزائر وموريتانيا في إنجاز طريق يربط بين مدينة تندوف جنوب غرب الجزائر ومدينة شوم في شمال موريتانيا، وهو المشروع الذي تم التطرق إليه خلال الدورة ال16 للجنة المختلطة الكبرى الجزائرية - الموريتانية المنعقدة في جوان 2008 بالجزائر العاصمة، والذي قررت خلاله الجزائر تحويل الديون الموريتانية لديها إلى استثمارات•