وحسب بعض المواطنين الذين تحدثت إليهم جريدة ''الفجر'' بالمخبر المركزي لمستشفى لامين دباغين بباب الوادي في العاصمة، فإن مشكل الاكتظاظ ليس بالجديد على هذه المصلحة، وهم متعودون على الدخول في طوابير تدوم لعدة ساعات، وذلك بعد أخذ موعد لإجراء التحاليل الطبية سواء المتعلقة بالدم أو البول، ليطول بعد ذلك انتظار نتائجها، مما يؤثر سلبا على الحالة الصحية للمريض، خاصة وأن وصف الطبيب للدواء يتوقف على نتائج التحاليل• ومن جهة أخرى، اشتكى بعض المرضى الذين كانوا مصطفّين أمام مركز التحاليل الطبية بمستشفى مصطفى باشا من الاكتظاظ بهذه المصلحة، ما يفسر مواقف العاملين بها الذين يضطرون في كثير من الأحيان إلى التصرف بعنف• وتحجج هؤلاء في ذلك بكثرة الطلبات التي فاقت قدرتهم على تلبيتها خاصة أولئك العاملين على مستوى الشبابيك المخصصة لاستقبال العينات وتقديم النتائج، وحتى المواعيد بالنسبة للمرضى الخارجيين، أو المتواجدين للعلاج بأقسام المستشفى المختلفة• ويضيف أحد العاملين أنهم يستقبلون أزيد من 1000 شخص كل يوم، مؤكدا أنه وبمجرد فتح باب المركز يندفع الجميع في محاولة لكل منهم الحصول على المرتبة الأولى وقضاء حاجته في أقصر وقت ممكن• أما في مستشفى فلا يملك أصلا مخبر تحاليل، حيث يضطر المريض إلى نقل أنبوب الاختبار الخاص به بنفسه إلى مستشفى آخر لإجراء التحاليل ليعود بها، ليتمكّن بذلك الطبيب من تحديد نوع العلاج، وهذا ما يعد مضيعة للوقت، كثيرا ما يكلف المريض حياته خاصة إذا كانت حالته تستدعي التدخل السريع• وعلى صعيد آخر، وعند استفسارنا عن سبب تفضيل الكثير من المواطنين إجراء التحاليل الطبية في المستشفيات العمومية، قالوا إن ضعف قدرتهم الشرائية من جهة وغلائها في العيادات الخاصة إحدى أهم أسباب ذلك• أما أصحاب المخابر الخاصة فقد كان لهم رأي آخر، إذ أكدوا أن الأسعار المطبقة في الجزائر فيما يخص تحاليل الدم هي الأدنى في المغرب العربي، فمقارنة بتونس أو المغرب فإن سعر تحاليل ''أف• أن• أس'' أو تحاليل الكريات الدموية الذي يصل في الجزائر إلى 300 دينار أو ما يعادل 5,2 أورو هو الضعف في هاتين الدولتين، أما بالجزائر فالأسعار منخفضة تماما، مشيرين إلى أن سعر الكواشف التي تضاف على عينة الدم من أجل التحقق من نتيجة معينة باهظ جدا كذلك أسعار التجهيزات هناك آلات يفوق سعرها 500 مليون سنتيم•