تمكنت الجزائر من كسب عدد من النقاط التي أنقذتها من مؤخرة ترتيب الدول البيئية عالميا، واحتلت مركزا ضمن ''توب 50 دولة'' لمعايير الإيزو البيئية عالميا، بعدما كانت تتذيل الترتيب باحتلالها المؤخرة في المركز 104 دوليا، وذلك من خلال تطبيق 22 معيار للتقييس المؤسساتي والتجاري وطنيا، تدخل في إطار مخطط البيئة للتغيرات المناخية المتفق عليه في اتفاقية كيوتو للأمم المتحدة• تقدمت الجزائر ب 54 مركزا، لتحتل المركز ال 50 في الترتيب العالمي الذي تنظمه منظمة ''إيزو'' للمعايير الدولية البيئية، وانضمت إلى قائمة ''التوب البيئية''، حيث صنفتها المنظمة، كأحسن بلد مغاربي والرابع عربيا بعد كل من السعودية، الإمارات العربية ومصر، من حيث التصنيع وممارسة النشاط التجاري وفق أطر بيئية ساهمت في تقدم الجزائر في الترتيب، وأثبتت تجاوب الحكومة مع الاتفاقية التي أمضتها ضمن برتوكول كيوتو للأمم المتحدة للتغيرات المناخية وكيفية تسييرها• وقد قدم، أمس، مدير عام المعهد الوطني للتقييس، محمد شعيب عيساوي، خلال ندوة صحفية عقدها بفندق الهيلتون بمناسبة اليوم العالمي للتقييس، الخطوات التي تتبعها الجزائر في مجال الصناعات الملوثة على غرار مصانع الإسمنت، حيث تم تغيير المصفاة القديمة بأخرى آلية التحكم لإعادة استهلاك الغازات المنبعثة واسترجاع كميات من الإسمنت خارج نطاق التشغيل، كما تحدث عن استحداث 22 معيارا للتقييس المؤسساتي والتجاري وطنيا في انتظار إدخال 10 معايير أخرى قريبا، من أجل تحديد آليات الإنتاج وطرق المتاجرة بالمواد المؤثرة على المحيط البيئي، لاسيما وأن ذلك يمس التجارة الخارجية بشكل مباشر• فيما تدخل مسؤول النوعية والأمن الصناعي بوزارة الصناعة، بلقاسمي جاب الله، للحديث عن برنامج تأهيل المؤسسات ضمن المخطط البيئي الوطني، حيث قال ''يمس البرنامج كل المؤسسات التي توظف أزيد عن 20 موظفا''، مبرزا أن المعايير المعتمدة هي ''معيار 9001، 1400، أ آش ساس،''2200 والتي تسمى المعايير المدرجة، وتمول الدولة حاليا حوالي 400 مؤسسة يجري القياس بها على أساس هذه المعايير، وحددت سقف التمويل عند 2 مليون دينار، تمكنت من تغطية 80 بالمئة من عملية التقييس وطنيا، في حين استفادت، على حد قول عيساوي، نحو 1000 مؤسسة محلية في القطاعين العمومي والخاص من معايير الإيزو البيئية، التي تؤكد نجاح أية مؤسسة سواء إنتاجية، تجارية أو خدماتية في التعامل بأطر دولية وفق ما تمليه قوانين المنظمات المتخصصة في التقييس، منها ''الإيزو''، ''السيو''، و''الإيوي''، والمتخصصة في تصنيف بلدان العالم بيئيا• ومن بين المؤسسات التي خاضت تجربة المعايير البيئية، حسب عيساوي، نجد سونلغاز التي شرعت في تجسيد مشاريع الطاقات المتجددة، حيث أعدت برنامجا تنمويا لإقامة مشروع كهربائي على مدى 3 سنوات المقبلة يغطي طلبات السوق الوطنية، ومن ذلك أيضا نجد تجربتها في اللوائح الشمسية بالجنوب، حيث نجحت في تموين عددا من القرى النائية يصل إلى 20 قرية بهذا النموذج الطاقوي الجديد•