هل الدين الإسلامي الآن في حاجة إلى تجديد؟ نعم، فالتجديد في فهم الدين ضرورة لتأكيد أن الإسلام دين صالح للتطبيق الدائم، وهذا التجديد ليس قولاً بالهوى، ولكن التجديد يعني تنقية الدين من كل ما علق به من المنكرات· لكن هناك البعض يناهضون فكرة تجديد الدين؟ السبب في ذلك أنهم لا يرون التجديد سنّة كونية وضرورة إنسانية ووسيلة للنهوض من التخلف والانحطاط، فهؤلاء يؤمنون بتقليد السلف وبصحة اجتهادات العلماء السابقين وأفكارهم، كما يؤمنون بعدم إمكانية تغيير تلك الاجتهادات أو تبديلها، وإن التطبيق الحرفي لكل ما جاء عن السلف من اجتهادات هو سبيل لعلاج مشكلات الأمة وصلاح حالها ويغني عن الحاجة إلى اجتهاد جديد· بماذا تفسر رفض بعض العلماء دعوة تجديد الخطاب الديني؟ دعوة تجديد الخطاب الديني الإسلامي ليست مرفوضة، ولكن يأتي الرفض إذا كانت غايته التمهيد لما تمليه علينا السياسة الأمريكية· هل لهؤلاء المناهضين لفكرة التجديد الديني تأثير على روح الدين؟ هؤلاء كانوا السبب في عدم تمكّن العالم الإسلامي من حل مشاكله في العصر الحاضر وتأخر العالم الإسلامي، وأعداء الإسلام في الخارج يستثمرون موقف المتشددين ويتخذونه بوقًا في دعايتهم ضد الإسلام فيظهرونه في مظهر يعوق التقدم· يلاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك تضاربا في الفتاوى الدينية حول بعض القضايا، فما رأيك في هذا الاختلاف؟ الخلاف في الفتوى رحمة بالمسلمين، ولكن الأمر يتطلّب منا النظر إلى أن الموضوعات المطروحة للفتوى تنقسم إلى قسمين: قسم يتعلق بالأمة الإسلامية بشكل عام، وقسم يتناول جزئيات تتعلق بالأفراد، والفتاوى المتعلقة بالجزئيات لا غضاضة باختلاف الفتوى فيها ما دامت هذه الآراء ضمن إطار المذاهب الفقهية المعتمدة· لكن هذا لا يمنع أن يستمر الحوار فيما بين المسلمين للوصول إلى اتفاق حول هذه الخلافات؟ هذا صحيح، وينبغي أن يكون الحوار بين المسلمين مستمرًا حتى تزول الخلافات فيما بينهم، فالأجدر والأهم قبل أن نحاور غيرنا أن نحاور أنفسنا وديننا الإسلامي زاخر بالآليات والمواقف التي تدعو إلى الحوار·