لم يعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي تلقائيا في الجزائر،ولا اختياريا ، بل تحول إلى إجباري بعد صدور تعليمة مؤخرا من وزارة العمل والضمان الاجتماعي تجبر الجزائريات المؤمنات اجتماعيا من سن الأربعين فما فوق على التوجه لمراكز الكشف عن طريق إجراء ''الماموغرافيا'' إلزاميا بعد أن تتلقى المواطنات عما قريب استدعاء ات ترسل إلى بيوتهن للتوجه إلى أقرب مركز كشف . وقد ارتأت الوزارة إلى جعل الكشف إجباريا لهذه الشريحة من النساء بسبب الفارق الذي يصنعه هذا الأخير في العلاج من ناحية وبسبب الارتفاع المذهل لسرطان الثدي والذي تضاعف 5 مرات في السنوات الأخيرة. من ناحية أخرى أفاد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي طيب لوح أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي سيشرع في استدعاء النساء المؤمنات لديه اللائي بلغن سن 40 لإجراء صور أشعة للثدي للوقاية من سرطان الثدي.وأشار لوح مؤخرا إلى أن المراكز الجهوية الأربعة للتصوير الطبي التابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ستتكفل بعملية كشف مبكر لسرطان الثدي عند النساء اللواتي يبلغن من العمر 40 سنة. فيما أفاد مركز بيير وماري كوري المتخصص بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالجزائر أن 300 ألف حالة إصابة جديدة بمرض السرطان تكتشف كل سنة في البلاد.وتؤكد إحصائيات المركز أن من بين 100 ألف ساكن تم تسجيل 100 إصابة بالسرطان عام .2003 وتشير آخر الإحصائيات إلى أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا في الجزائر حيث تتراوح الإصابات بين 4 و7 آلاف حالة جديدة سنويا، ويليه سرطان الرئة عند الرجال الذي يمثل من 3 إلى 4 آلاف حالة عبر التراب الوطني، ثم يأتي بعده سرطان القولون الذي تتراوح الإصابة به بين 2500 و3000 حالة. ثلثا النساء اللواتي يخضعن للتشخيص مصابات بسرطان الثدي كشف الدكتور كمال بوزيد، من مصلحة السرطان بيار وماري كيري، بأن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الجزائر تضاعفت ب5 مرات في أقل من عشرين سنة، مما جعل هذا المرض هو الأول في قائمة السرطانات في البلاد بإحصاء 7 آلاف حالة جديدة سنويا ضمن 35 ألف حالة جديدة تخص كافة الأمراض.ويتسبب هذا المرض الذي غالبا ما يفتك بالأمهات في وفاة 3500 شخص سنويا. ويضيف أن هناك حقائق تميز هذا المرض في الجزائر، حيث أن معدل سن التشخيص هو 45 سنة، مشيرا إلى أن ثلثي النساء اللواتي يقصدن الطبيب للتشخيص مصابات بالمرض وأن خمسهن يجدن أنفسهن في مرحلة جد متقدمة من المرض وأن الثلثين يجدن أنفسهن مصابات بأورام يقدر متوسط حجمها ب40 مليمترا. كما تأسف الدكتور لوجود 80 بالمائة من النساء المريضات يحتجن للتدخل الجراحي الاستئصالي ولا يكتشفن ذلك إلا عند التشخيص، في حين لا يوجد سوى 10 بالمائة ممن تكتفين بالعلاج بالأدوية.ودعا الدكتور بوزيد النساء إلى التشخيص المبكر وزيارة الطبيب فور الشعور بأعراض غريبة، سعيا للتقليل من نسبة انتشار المرض. هذا وكانت د البروفيسور، قربوعة أسماء، اختصاصية في داء السرطان بمركز بيار وماري كوري بالعاصمة قد كشفت بأن سرطان الثدي من أكثر السرطانات المنتشرة بين الجزائريين، حيث بات يحصد أرواح مئات النساء الجزائريات ليحتل بالتالي صدراة مختلف أنواع السرطان التي تصيب المرأة بالجزائر متبوعا بسرطان عنق الرحم، ناهيك عن مختلف أنواع السرطان التي تصيب الرجل يتصدرها سرطان الرئتين و دعت البروفيسور قربوعة إلى ضرورة الوقاية من داء السرطان باعتماد التشخيص المبكر، والذي من شأنه أن ينقص من تفشي الداء والتقليص من عدد الحالات التي وصلت حاليا إلى 30 ألف إصابة بالسرطان الذي بات السبب الرئيسي في موت أكبر نسبة من الجزائريين.