ما زالت مقابلة الجزائر مصر السبت المقبل تثير الضجيج والحبر وأيضا النباح هنا وهناك، وإلا بماذا أصنف كلام صحف تعنون ب''انتصروا لدم أبنائنا''، وكأن أبناءهم ماتوا في سيناء أو في العريش، أو بماذا أصف قول عبده من قناة ''دريم''، ''إنه على المصريين أن يتأهلوا على الجزائريين مهما كانت الطريقة''، وما زال يستعمل العبارات الجارحة ضد الجزائر، رغم مبادرة التهدئة التي يتحدث عليها باحتشام في البلدين• ولأني لست من جمهور الكرة لا الدائم ولا المناسباتي، فمن حقي إذاً أن أبيع حقي في التأهل للمصريين، أليس لدي نصيب في ''كراوع'' الفريق الوطني، مثلما يقول البعض إن لدينا حقا في البترول ويطالبون به• فمن حقي إذاً أن أبيع حقي الوطني وحقي من ثروتنا الوطنية التي اختزلت في سيقان ال11 لاعبا للجمهور المصري المنكوب الذي رزئ من فريقه الوطني• الفريق الذي عوض الاخوة هناك عن الرزايا الأخرى، الرزية السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد تحت وطأة العائلة الحاكمة• ولماذا لا يحذو الآخرون حذوي ونبيع حقنا في التأهل إلى المونديال للإخوة المصريين الذين يبدو أن المونديال عزيز على قلوبهم ويريدون التأهل بأي صورة كانت، خاصة وأن لا فريقنا ولا الفريق المصري سيتخطى الدور الأول في مونديال جنوب إفريقيا أمام جنون كرة القدم الحقيقيين• لماذا إذاً لا نبيع حقنا ونضع رقما كبيرا في مستوى رغبة المصريين ولهفتهم الحارقة للتأهل، أن نبيعهم التأهل ببضعة مليارات الدولارات مثلما باعوا هم العراق سنة 19 للأمريكيين بإلغاء ديونهم لأمريكا التي فاقت يومها ال5 ملايير دولار• قد يرى حكامنا أنها فكرة ''خايبة'' أن نبيع التأهل للمصريين لأنهم هم أيضا في حاجة إلى جرعة كرة لتهدئة النفوس، لكن لا بأس من أن يعيدوا حسابها من زوايا أخرى، فإننا سنكون لا شك من الخاسرين في جوهانبزورغ!!