علّم النبي صلي الله عليه وسلم أتباعه مبدأ الحجر الصحي، حيث أمرهم بعدم دخول الأرض التي دخلها الوباء وعدم الخروج منها إن كانوا بها، حفاظا علي الصحة العامة للبشرية• فإذا وقع الطاعون ببلد ولست فيه فلا تقدم عليه وإن كنت فيه فلا تخرج منه•• للخبر المشهور الصحيح في ذلك• ومرادهم في دخوله والخروج منه لغير سبب بل فرار وإلا لم يحرم وذكره بعضهم إجماعا، ولهذا روى أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم: ''إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه''• ورووه أيضا من حديث أسامة رضي الله عنه وفي أوله فقال: ''رجس أو عذاب عذب به بعض الأمم بقي منه بقية يذهب المرة ويأتي الأخرى''• ولأحمد والبخاري من حديث عائشة رضي الله عنها: ''إنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وإن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد''• ولأحمد:''لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون، قلنا: فما الطاعون، قال غدة كغدة البعير، والفار منه كالفار من الزحف''• وله من حديث جابر رضي الله عنه ''الفار منه كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف''• وروى أيضا من حديث أنس رضي الله عنه ''الطاعون شهادة لكل مسلم''•