أكد سفير فرنسابالجزائر، كزافيي دريانكور، أن بلاده تولي أهمية كبيرة لملف التأشيرة، لأنه يعتبر من بين أهم الملفات في العلاقات الثنائية بين البلدين، مضيفا أن طلب التأشيرات عرف انخفاضا محسوسا ما بين سنتي 2005 و,2008 أرجعها إلى رفع القنصلية الفرنسية بالجزائر لتأشيرات التنقل السنوية المخصصة للمهنيين ورجال الأعمال، بالإضافة إلى انتهاج باريس سياسة تشجيع طلبة البلدان الفرانكفونية واستقطابهم بغرض تكوينهم في الجامعات الفرنسية• قدم أمس سفير فرنسابالجزائر، في ندوة صحفية نشطها بمقر مؤسسة ''فيزا فرانس''، التابعة لمؤسسة ''تليسمارت الدولية'' المكلفة بمعالجة ملفات طلب التأشيرة، تقييما شاملا للطريقة الجدية التي تم اعتمادها في منح تأشيرات الدخول إلى التراب الفرنسي، بحضور قنصل فرنسابالجزائر، فرانسيس هود، ومدير مؤسسة ''فرانس فيزا''• واغتنم السفير الفرنسي الفرصة لتمرير رسالة واضحة المغزى، مفادها إعادة النظر في طريقة منح التأشيرات لرجال الأعمال الفرنسيين، التي تم الاتفاق بشأنها سنة ,2003 حيث يتطرق الطرف الفرنسي إلى الموضوع خلال كل لقاء ثنائي، كون ''رجال الأعمال يتحصلون على تأشيرات لمدة ثلاثة أشهر فقط، وإعادة تجديدها يتطلب إعادة تكوين ملف كامل، ما لا يسهل الإجراءات على هؤلاء الذين يفضلون في بعض الأحيان التوجه إلى بلدان مجاورة بسبب التسهيلات الموجودة هناك''• وبعد مرور سنة واحدة بالضبط على منح شركة '' فيزا فرانس'' مهمة التكفل بمعالجة ملفات طلب التأشيرات، يقول كزافيي دريانكور أنه ''كان لزاما علينا القيام بتقييم هذه المرحلة من الزمن، والتي اعتبرها جد إيجابية وسمحت بمعالجة أسرع وتسيير أحسن لطلبات التأشيرات، ويتعين تعميمها في المستقبل''، حيث تابع في نفس السياق القنصل العام لفرنسابالجزائر، فرانسيس هود، موضحا أن ''العملية سيتم تعميمها في وهرانوعنابة قبل نهاية سنة ,2010 في انتظار فتح نقاط لجمع الملفات لولايات الجنوب التي تبقى ضمن اهتمامات المسؤولين الفرنسيين''• وبلغة الأرقام، قال سفير فرنسابالجزائر إن ''طلبات التأشيرات سنة 2005 بلغت 266 ألف، تم قبول 705,131 تأشيرة، وتمثل نسبة رفض التأشيرات 6,48 بالمائة، في حين وصل عدد طلبات التأشيرات سنة 2008 إلى حوالي 659,210 طلب، تم قبول ملفات 135,132 شخص• وبعملية بسيطة، يتضح أن نسبة رفض التأشيرات بلغت 5,35 بالمائة''• واعترف السفير الفرنسي بأن ''هناك انخفاضا في طلب التأشيرات من خلال الأرقام المقدمة وتمثل الجزائر العاصمة 60 بالمائة من طلبات التأشيرات و 21 بالمائة لوهران، في حين وصلت نسبة الطلبات على مستوى قنصلية عنابة إلى 19 بالمائة''، حيث ترغب قنصلية فرنسابالجزائر في ''العودة إلى بناياتها الواقعة بشارع الفاتح نوفمبر بساحة الشهداء التي كانت في السنوات الأخيرة تستقبل كل طالبي التأشيرات، والتي تحتاج إلى ترميمات كبيرة''• وبشأن خصوصيات التأشيرات، أوضح السفير أن ''90 بالمائة من التأشيرات تمنح لمدة قصيرة، وهي مهنية محضة تتعلق بزيارات عائلية وسياحية، كما تم منح السنة الفارطة 5500 تأشيرة طويلة المدى للطلبة، في حين وصلت نسبة تأشيرات التنقل السنوية إلى 53,32 بالمائة، وهي تأشيرات تعطى لرجال الأعمال والمهنيين الذين يترددون كثيرا على فرنسا''• ويبقى هدف السلطات الفرنسية، حسب السفير ''تقديم خدمة في المستوى لطالبي التأشيرات وتوسيع الخدمات إلى ولايات أخرى للتقليل من الأعباء والنفقات التي تزداد كلما كانت المسافة بين طالبي التأشيرات ومؤسسة '' فرانس فيزا'' أطول، مع الإشارة إلى أن '' منح التأشيرة تخضع لموافقة القنصلية، وهي التي توافق أو ترفض التأشيرة، وبالتالي مهمة ''فرانس فيزا '' تقتصر على معالجة الملفات وتسهيل العملية الإدارية''• من جهته، تحدث القنصل العام، فرانسيس هود، عن الإجراءات الإدارية الخاصة بمنح التأشيرات، وأوضح أن ''السلطات الفرنسية ليس بإمكانها إعادة النظر في التكاليف المتعلقة بطلب التأشيرات، كونها لها علاقة بقرارات الاتحاد الأوروبي، وليس فرنسا وحدها ''، مشيرا إلى أن ''المعايير التي تمنح بها التأشيرات تعتمد أساسا على دراسة احتمال عدم البقاء في فرنسا، مع التركيز على انتهاج السياسة الجديدة للسلطات الفرنسية القاضية بتشجيع طلبة البلدان الفرانكفونية لتكوينهم بالجامعات الفرنسية''•