كشف السفير الفرنسي بالجزائر السيد كزافيي دريانكور في تصريح خاص ل ''الحوار'' عن عزم باريس المشاركة بقوة في معرض الجزائر الدولي الذي سينطلق، مفيدا بزيارة رئيس كونفدرالية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والذي سيكون ضيف شرف المعرض الدولي القادم، وشدد سفير باريس لدى الجزائر أن هذا القطاع بإمكانه أن يكون الوجهة نحو إقلاع الجزائر في الجانب الاقتصادي، موضحا أن اغلب التجارة والتعاملات البينية بين الجزائروفرنسا تتم عبر هذه البوابة في إشارة إلى نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من جانب أخر شدد محدثنا أن التبادل الثقافي بين البلدين كان دوما بوابة لتجاوز كل الخلافات بين الضفتين وهو ما يتطلب أن نستثمر فيه كثيرا. وجاءت تصريحات سفير فرنسا لدى الجزائر مساء أمس الأول بعد أن التقته ''الحوار'' في متحف الفنون المعاصرة ماما- بشارع العربي بن مهيدي بقلب العاصمة على هامش المعرض المقام للفنان والرسام الفرنسي العالمي ''أوليفيي دوبري'' والذي حضرته شخصيات دبلوماسية معتمدة لدى الجزائر، حيث سألناه عن جديد التعاون الاقتصادي، حيث أفاد أن المشاركة الفرنسية ستكون قوية هذه السنة وذلك عبر حضور العديد من المؤسسات الاقتصادية الفرنسية التي سيكون على هرمها رئيس الكنفدرالية الفرنسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأوضح المتحدث أن هذه الزيارة الثانية لمسئول فرنسي رفيع المستوى في الميدان الاقتصادي بعد زيارة السيدة '' باريزو'' رئيسة أرباب المؤسسات الاقتصادية الفرنسية والتي نزلت في الجزائر في شهر نوفمبر الماضي. وشدد السفير الفرنسي لدى الجزائر أثناء حديث ل ''الحوار'' على أهمية دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الفرنسي، ودورها الريادي في كون فرنسا أهم شريك تجاري للجزائر، حيث تبقى منتجات هذه المؤسسات هي أغلب ما يتم من مبادلات بين الجزائر وباريس. جدير بالذكر أن السفير الفرنسي بالجزائر كان قد صرح قبل أيام بأن قيمة الاستثمارات الفرنسية بالجزائر قد بلغ 350 مليون يورو عام 2008 ، موضحا أن جهود التحفيز للاستثمار بالجزائر تتواصل، مع وجود 430 مؤسسة فرنسية بالجزائر، كما أكد في السياق ذاته على تركيز الجهود من اجل تسهيل التحويلات التكنولوجية. وفيما يخص ملف التأشيرة إلى فرنسا أشار السفير إلى وجود تحسن كبير في ظروف الاستقبال على مستوى مصالح القنصلية و السفارة الفرنسية التي سلمت عام 2009 حوالي 132 ألف تأشيرة نسبة 40 بالمائة منها تسمح بتنقلات عديدة لمدة طويلة في الوقت الذي بلغت فيه عدد طلبات التأشيرة المستقبلة من قبل مصالحه 200 ألف طلب. وعودة إلى عالم الثقافة سألته ''الحوار'' عن رأيه في ما خصص للفنان العالمي الفرنسي ''أولفيي دوبري''، حيث شدد على جودة الرسوم والأعمال الفنية التي عرضت للفنان الفرنسي، معتبرا أن التظاهرة تعد الأكبر للفنان أجنبي منذ أن تم افتتاح المتحف الجزائري للفنون المعاصرة، وأردف قائلا ''كلما رأينا الألوان الحمراء والسوداء والصفراء نلحظ أن ثمة علاقة بينها وبين الجزائر على الرغم من أن الفنان لم يقم بزيارة الجزائر''. وأضاف المتحدث، ''أعتقد أن تكريم مثل هذا الفنان هو دلالة على أننا نود تجاوز الأوقات الصعبة بأجنحة ثقافية تمكننا دوما من تجاوز الفترات الصعبة كما يحدث هذه الأيام، وهذا ما يساعدنا فيه اليوم هذا الفنان الذي ترك إرثا عالميا كلما رحلس. وفي رده الأخير على ما سيقام مستقبلا من برامج ثقافية في الجزائر، قال المتحدث '' هناك الكثير ولعل هذا العرض واحد منها إذ انه سيتواصل عرضه في كل المراكز الثقافية الفرنسية بالجزائر ووهران وقسنطينة وعنابة، إضافة إلى أن التظاهرات الفرنسية بالجزائر هي مستدامة عبر كامل السنة '' .