أكد رئيس مجلس إدارة شركة تسيير المساهمات المختصة في صناعة الإسمنت، مختار عيباش، أن الكميات الأولى من الإسمنت المستورد في إطار برنامج استيراد 1 مليون طن من الإسمنت وصلت أمس إلى ميناء الجزائر• وتأتي هذه العملية في إطار تطبيق القرار الذي اتخذته الحكومة في شهر جوان الفارط والقاضي باستيراد تلك الكمية من الإسمنت لمواجهة المضاربة الكبيرة التي تشهدها السوق الوطنية في هذا المجال• أوضح رئيس مجلس إدارة شركة تسيير المساهمات أن هذه العملية تندرج في إطار العقد الأول الخاص باستيراد كمية 400 ألف طن من الإسمنت بالنسبة لمنطقة الوسط، حيث أن الباخرة المحملة بهذه الكمية من الإسمنت توجد حاليا على مستوى ميناء الجزائر، في حين ستصل خلال الأيام المقبلة باخرتان باتجاه مينائي بجاية ووهران بخصوص العقدين الآخرين المتمثلين في 300 ألف طن من الإسمنت لكلا المينائين• وفي سياق متصل، أكد ذات المسؤول أنه تم وضع نظام خاص بمعادلة الأسعار بهدف توحيدها على مستوى القطاع العمومي، لأن سعر الاستيراد يفوق بشكل واسع سعر الإنتاج المحلي، وبهدف تفادي الفارق في أسعار البيع للمنتوجات المستوردة والمسوقة من نفس النوعية من الإنتاج الوطني• وعليه، فإن متوسط سعر كيس الإسمنت الذي يزن 50 كيلوغراما من الإسمنت الرفيع مع حساب كل الرسومات ومن إنتاج مصانع الإسمنت العمومية، الذي كان يقدر ب 230 دينار، ارتفع سعره إلى 300 دينار للكيس سواء عند الخروج من الميناء بالنسبة للإسمنت المستورد، أو من المصنع بالنسبة للإسمنت المنتج محليا• وسبق لرئيس اتحاد مقاولي البناء والعمران، السيد أحمد بن قاعود، التشكيك في كون الكميات المستوردة ستمكن من القضاء على المضاربة؛ حيث انتقد عمليات الرقابة التي تتبعها وزارة التجارة لضبط سوق الإسمنت، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن ''عددا من المقاولين يملكون سجلات تجارية ليست من أجل إنجاز مشاريع العمران، إنما بغرض إعادة بيعها والربح فيها على حساب المقاولين الحقيقيين، واحتكار السوق للتلاعب بالأسعار''• وتجدر الإشارة إلى أن الشركات المستوردة المكلفة بالتسويق أعدت قائمة مؤسسات الإنجاز التي يتعين تموينها بالإسمنت انطلاقا من الموانئ الثلاثة على التوالي، بالتشاور مع مصانع الإسمنت مع الأخذ بعين الاعتبار وجود وسائل النقل المتمثلة في الشاحنات على مستوى هذه المؤسسات• للتذكير، فإن مصانع إنتاج الإسمنت شرعت في توسيع قدراتها الإنتاجية على مستوى كل من مصنع الشلف وعين الكبيرة بسطيف، وكذا بني صاف بعين تموشنت من أجل الوصول الى إنتاج إضافي إجمالي يقدر بستة ملايين طن، كما ستسمح بمضاعفة الطاقة الإنتاجية من الوصول إلى إنتاج 18 مليون طن عبر كامل مصانع الإسمنت العمومية ابتداء من .2012