الكاميرون: الأسود جائعة وتريد افتراس اللقب قبل سنة 1982 لم يكن لمنتخب الكاميرون أي صدى في المجال القاري لدرجة أنه لم يصل إلى ''الكان'' سوى مرتين في بداية السبعينيات، الأولى في دورة 1970 وخرج من الدور الأول والثانية ورغم أنها أقيمت على أرضه إلا أنه تنازل عن لقبها لمنتخب الفهود الزائيرية التي أبعدته في الدور قبل النهائي ليبقى المنتخب الكاميروني في الظل لغاية 1982 حين تمكّن من تسجيل نتائج غير مسبوقة، تأهل ثالث لنهائيات ''الكان'' ووصوله لمونديال إسبانيا بفضل جيل جديد يقوده الحارس نكونو، أبيدا والثعلب الماكر روجي ميلا• لكن نقص النضج عند هؤلاء جعلهم يخرجون في الدور الأول للمناسبتين وبعدها بعامين فقط تمكّنوا من بسط هيمنتهم على نهائيات كأس إفريقيا ليصلوا في الدورات الثلاث الموالية للنهائي، فقد فازوا بدورة 1984 وخسروا نهائي 1986 وتوّجوا بلقب .1988 وبعد اعتزال هذا الجيل لم يفقد منتخب الأسود غير المروضة -وهذه كنيته- هيجانه بل كسب لقبين متتاليين خلال دورتي 2000 و2002 ليكون المجموع ظفره بأربعة كؤوس في 15 مشاركة في نهائيات ''الكان'' فضلا على كونه سيمثل إفريقيا لسادس مرة في المونديال القادم، إذ بحوزة الكاميرون أحسن مشاركة إفريقية بوصوله للدور ربع النهائي في إيطاليا 1990 بفضل روجي ميلا ورفقائه وعشر سنوات بعد ذلك تمكّن هذا المنتخب بقيادة المرعب باتريك مبوما من الظفر بالذهب الأولمبي في أولمبياد سيدني• كل هذه النتائج وضعت الكاميرون كأحد أبرز المنتخبات الإفريقية رغم بعض الإخفاقات كتفريطه في التأهل للمونديال السابق بطريقة غريبة وخسارته لنهائي ''الكان'' ,2008 لكن الأهم هو أنه لا ييأس ويعمل دوما على أن يكون في الواجهة• وفي أنغولا تريد الأسود استعادة اللقب الغائب عن خزائنها منذ 2002 وإن كانت قد تعذبت كثيرا في التصفيات مع المنافسة الكبيرة التي لاقتها من منتخب الغابون المتواجد معها في نفس المجموعة، فخسارتها في الطوغو أخرجت مدربها الألماني بفيستر من النافذة فكان اللجوء إلى المدرب الفرنسي لوغوين الذي تمكّن من قيادة الكاميرون بنجاح بدليل كسبها لتحدي العودة إلى المونديال الذي أعطاها قوة إضافية لاستعادة التاج الضائع، معتمدة في ذلك على خبرة لاعبيها كجيريمي، سونغ•••وإيتو المعول عليهم للإبداع في أنغولا قبل الإقناع في جنوب إفريقيا• الغابون: جيراس يعد بالمربع الذهبي يعد المنتخب الغابوني منتخبا فتيا صاعدا لكون هذا البلد أصلا لم ينضم إلى الفيفا سوى عام 1966 وهو ما أخّر ظهور هذا المنتخب في المحافل الكبرى، لدرجة أن أول مشاركة له في ''الكان'' تعود إلى سنة 1994 بتونس التي اكتفى فيها بالمشاركة ثم عاد في الدورة الموالية بأكثر قوة وحقق أول فوز له في النهائيات على حساب الكونغو، مما أهّله للدور الثاني لكنه اصطدم بقوة نسور قرطاج آنذاك والتي سيتقابل معها أيضا في أنغولا• كما تأهل لنهائيات دورة 2000 لكنه لم يتمكّن من حصد أكثر من نقطة يتيمة لم تكفه لمواصلة المشوار• وخطف الغابون الأنظار في تصفيات المونديال الألماني بفوزه الباهر على الجزائر بعنابة بثلاثية نظيفة، لكن هذا الفوز لم ترافقه انتصارات أخرى فأقصيت الغابون التي حفظت الدرس وانطلقت بالسرعة القصوى في تصفيات 2010 فحققت فوزا مدويا بالمغرب لتكون منافسة الكاميرون الأولى• لكن خبرة الأسود حسمت بطاقة المونديال لصالحهم، ليكتفي الغابون بتجديد فوزه على المغرب والتأهل للمرة الرابعة إلى نهائيات ''الكان'' بقيادة المدرب الفرنسي آلان جيراس، الذي يقول بأن منتخبه سيكون مفاجأة أنغولا رغم تواجده في مجموعة صعبة جدا تضم كل من الكاميرون الذي يعد عقدتهم الأولى بدليل أنه فاز عليهم في الغدو والرواح في التصفيات الأخيرة وكذا منتخب تونس المطالب بحفظ ماء وجه الكرة المغاربية ضد الغابون التي سبق لها وأن أطاحت بالجزائر ثم المغرب ومنافسها الثالث سيكون منتخب زامبيا في صراع فرنسي• ووعد جيراس مليون وربع المليون غابوني بإيصالهم على الأقل للمربع الذهبي، فهل سيفي هذا الفرنسي بوعده؟ زامبيا: تدارك خيبة التصفيات بالتألق في النهائيات عندما تعادل المنتخب الزامبي في مصر توقّع الكثير من النقاد أنه سيعيد ما فعله منتخب السينغال في تصفيات 2002 عندما تأهل في مجموعة تضم الجزائر ومصر• لكن قوة الزامبيين وقفت بعد تلك المباراة، لدرجة أنهم فازوا على رواندا بعد حمام بارد وكان ذلك الفوز هو الوحيد في المرحلة الحاسمة من التصفيات لمنتخب التماسيح، الذي تحوّل لمنتخب الأرانب بعد أن خسر ثلاث مواجهات متتالية لتنتهي بفضيحة غير مسبوقة كشفها قائد منتخب زامبيا، كريستوفير كاتونغو، الذي أكد أن مواجهتهم الأخيرة مع مصر كانت مرتبة ''مخدومة'' وهو ما يمس بنزاهة هذا المنتخب الذي لا تتوقف فضائحه ومشاكله عند هذا الحد؛ بل سبقها شكوى للفيفا من الجمهور الجزائري قدمها اللئيم كالوشا بواليا بيديه إلى هيئة بلاتير لضمان حماية لاعبيه، نجوبو ومايوكو، الناشطين في بطولة إسرائيل من ما أسماه ببطش الجماهير الجزائرية قبيل مواجهة الجولة الرابعة والتي تقدم قبلها أيضا كالوشا في مراسلة رسمية لسلطات بلاده بأن يرافق منتخبه مرافقين عسكريين، وهو ما رفضته السلطات الزامبية قبل أي طرف آخر• وخلال تصفيات مونديال ألمانيا خسرت زامبيا بقواعدها ضد السينغال فأقام جمهورهم الدنيا ولم يقعدها، لدرجة أنهم لم يكتفوا بحرق عدد هام من السيارات بل دمروا مسجدا يؤمّه المسلمون السينغاليون• ويقال عن هذا المنتخب إنه دفن نزاهته مع تحطّم الطائرة التي كانت تقل لاعبيه عام 1994 والتي حوّلته لمنتخب متذبذب• ورغم هذه المهازل وغيرها التي جعلت منتخب زامبيا ينتظر الجولة الأخيرة ليضمن تأهله على حساب رواندا، إلا أنه يبحث عن لملمة جراحه في النهائيات لتمرير الإسفنجة على نكساته في التصفيات رغم أن تاريخه لا يحمل سوى تنشيط الدور النهائي في مناسبتين فقط في دورتي 1974 بمصر و1994 بتونس أما باقي المشاركات والتي يصل عددها إلى 11 مشاركة فقد كانت تحصيل حاصل• تونس: نسور قرطاج تريد التاج رغم قوة الأمواج يعد المنتخب التونسي أول منتخب أفرو-عربي يحقق فوزا في نهائيات كأس العالم وكان ذلك في دورة 1978 بالأرجنتين على حساب نظيره المكسيكي• ورغم تأهل تونس بعد ذلك 3 مرات متتالية لنهائيات المونديال، إلا أنها عجزت عن تحقيق فوزها الثاني بالمونديال• وهذا ما يكشف تذبذب مستوى منتخب نسور قرطاج الذي يمتد أيضا لنهائيات كأس إفريقيا، فرغم أنهم سيشاركون للمرة الرابعة عشرة في ''الكان'' إلا أنهم انتظروا طويلا وبالضبط لتنظيمهم لدورة 2004 للظفر بالتاج الإفريقي، الذي استحقته تونس في العديد من المناسبات نظرا لتعاقب أجيال مميزة لتزداد قساوة الأقدار على الجيل الحالي الذي تصدّر مجموعته التصفوية منذ بدايتها بفوزه في نيروبي على كينيا، لكنه تنازل عنها في الجولة الأخيرة عندما لم يقدم شيئا في الموزمبيق فخسر تأشيرة المونديال وهبت زوبعة التغيير لتطيح بالمدرب البرتغالي هومبرتو كويليو، الذي كان قد استلم مقاليد المنتخب من الفرنسي روجي لومير• وفضلت الجامعة التونسية لكرة القدم العودة للناخب المحلي، فتم التعاقد مع فوزي البنزرتي (59 سنة) على أمل أن يحقق ما حققه الجزائري رابح سعدان أو المصري حسن شحاتة كل مع منتخب بلاده• وهو ما لم يرفضه المدرب الجديد فوزي البنزرتي الذي صرح بعد سحب القرعة بأن نسور قرطاج يجب أن تستثمر فشلها في الوصول إلى المونديال بإعادة الاعتبار لنفسها في أنغولا مع اعترافه بصعوبة المهمة مع منتخبات من طينة الكاميرون، الغابون وزامبيا• لكن يبقى وأن تونس تملك فرديات رائعة لو تلعب كما لعبت مؤخرا في أبوجا حين وقفت الند للند أمام نيجيريا فلن يوقفها أحد حسب المدرب فوزي البنزرتي•