الطائرة التي كانت تقل الوفد الزامبي في أفريل 1993 يتفق المتتبعون للكرة الإفريقية في القول بأن زامبيا لم تكن في يوم من الأيام من قوى الكرة في القارة، لكنهم يعترفون في ذات الوقت أن الكرة في هذا البلد استطاعت أن تسجل حضورها في العديد من المناسبات مع المنتخبات القوية. وإذا كان منتخب زامبيا قد نافس الأقوياء على مونديال 1986، فإنه اشتهر في مناسبتين بارزتين، الأولى سارة وهي لما فرضت زامبيا على منتخب زائير إعادة نهائي كأس الأمم عام 1974، و الثانية مؤلمة لما فقدت زامبيا منتخبها في حادث الطائرة المنكوبة * زامبيا تذهل الأفارقة.. وتجرح فهود زائير * رغم حب الزامبيين للعبة كرة القدم التي أدخلها الاستعمار الإنجليزي إلى البلد، إلا أن الكرة الزامبية بقيت في مفترق الطرق لعدة سنوات. وبالرغم من انتداب كبار المدربين والتقنيين، فإن منتخب زامبيا دخل المعترك الإفريقي منتصف السبعينيات لما شارك لأول مرة في نهائيات كأس الأمم لعام 1974 التي استضافتها مصر بضعة أشهر بعد حرب أكتوبر. * فاجأ منتخب زامبيا بلعبه "الإنجليزي" كل المشاركين، ولم يكن أحد ينتظر المستوى والقوة التي أبانت عنها التشكيلة الزامبية التي استطاعت أن تحتل المرتبة الثانية في مجموعتها بعد فوزها على كوت ديفوار وأوغندا. كما نجح الزامبيون في المرور إلى دور نصف النهائي بعد أن تخطوا الحاجز الكونغولي بسلام بعد مباراة ساخنة آلت إلى التعادل وتفوّق فيها منتخب زامبيا بضربات الجزاء الترجيحية. * في اللقاء النهائي، كان على زامبيا مواجهة فهود زائير المتأهلين لتمثيل القارة في كأس العالم التي استضافتها ألمانيا، وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق، سجل كوشي لصالح زامبيا في الشوط الثاني عدل نداي "القاتل" لصالح زائير، ثم أضاف هدف السبق، لكن الزامبيين لم يستسلموا وعدلوا عن طريق سينيانغوي، ليقرر الإتحاد الإفريقي لكرة القدم إعادة المباراة النهائية التي أعيدت بعد يومين وخسرتها زامبيا (2/0). * * أمل في العودة والطائرة المنكوبة قتلت الحلم * بيّنت النتائج التي سجلها منتخب زامبيا في تصفيات كأس العالم 1986 أو في كأس أمم إفريقيا أن الكرة الزامبية قد استطاعت أن تتبوأ مكانة بين الدول الإفريقية الكبرى في مجال الكرة. وبعد عدة مشاركات في كأس الأمم، كانت زامبيا تحلم بكأس الأمم التي ضاعت منها قبل عشرين سنة في القاهرة وشجعها الجيل الجديد من اللاعبين الذين كانوا يملكون قدرات جيدة. ولما كان المنتخب يستعد للمشاركة في دورة تونس 1994، وقعت الكارثة في السابع والعشرين من شهر أفريل 1993، تحطمت الطائرة التي كانت تقل المنتخب الزامبي الذي كان متوّجها إلى السينغال للمشاركة في مباراة رسمية، قضى الحادث على ثمانية عشرة لاعبا من بينهم الحارس إيفورد شابالا، ولم ينجو من الكارثة سوى القائد والمدرب كالوشا بوالايا الذي لم يكن ضمن الوفد. حزنت زامبيا ومعها عدد كبير من الرياضيين في العالم جراء اختفاء المنتخب في عرض مياه الغابون، واعتبر السابع والعشرين أفريل يوم حداد في زامبيا التي ودعت نجومها وسط حزن غير مسبوق، لكن الأمل في إعادة بناء المنتخب أصبح من الأولويات وبدا مباشرة بعد الجنازة التي أقيمت في لوزاكا للاعبين المفقودين. * * جنوب إفريقيا.. أو التحدي الزامبي الجديد * لم تتأخر الكرة الزامبية في جمع شمل أبنائها وزادتها آلامها إرادة وإصرارا على العودة القوية إلى ساحة الكرة الإفريقية. شاركت زامبيا في كأس الدول الجنوب إفريقية، وتمكنت من الفوز بها في ثلاث مناسبات (1996- 1998 -2006)، وقبل ذلك، وبالضبط في عام 1994 تمكن شبان زامبيا من مفاجأة الجميع بالتأهل إلى الدور النهائي لكأس إفريقيا للأمم بتونس أمام نيجيريا، ورغم انهزامهم في هذا الموعد التاريخي، إلا أنهم نالوا التقدير والإهتمام.. كما لعب الزامبيون ثلاثة نهائيات في نفس الدورة (20054 -2005 -2007) ولم تتوّقف الكرة الزامبية عند هذه الإنجازات على المستوى الجهوي، بل تعدتها إلى العالمية، لا سيما لما استطاع شبان منتخب زامبيا من احتلال المركز الثالث في بطولة العالم للأقل من 21 سنة. أما في كأس الأمم الأخيرة التي جرت بغانا، كانت زامبيا من بين المنتخبات التي أبانت عن استعداد طيب وهو ما جعلها تقفز إلى صف الدول المتنافسة على تأشيرة التأهل إلى كأس العالم 2010. * وليس سرا القول بأن الإدارة الجديدة للإتحاد الزامبي لكرة القدم بقيادة النجم السابق كالوشا بوالايا قد قررت رسميا رفع التحدي والتأهل إلى نهائيات جنوب إفريقيا في جوان القادم. ومهما كانت نهاية المغامرة بالنسبة لمنتخب زامبيا، فإنه يمكن القول بأن هذا الأخير قد استطاع بالرغم كل المشاكل والصعوبات أن يفرض نفسه من بين الدول المسماة بالقوة الجديدة للكرة الإفريقية على غرار الغابون والطوغو وغامبيا وغيرها. * * بطاقة فنية لزامبيا * تقع زامبيا في جنوب إفريقيا، تأتي في مقدمة منتجي النحاس، وتصدّره إلى مناطق عديدة من العالم، وتحصل على عائدات ضخمة من تصديره. * اشتقت زامبيا اسمها من نهر الزمبيزي الذي يشكل معظم حدودها الجنوبية، ويقع في زامبيا خزان كاريبا الضخم الذي يُعد من أكبر مشروعات توليد الطاقة الكهربائية في العالم وتستفيد منه كل من زامبيا وزمبابوي. * كانت زامبيا في السابق محمية بريطانية تسمى روديسيا الشمالية، كما كانت خلال الفترة من 1953م إلى 1963م جزءًا من اتحاد روديسيا الجنوبية (زمبابوي حاليًا). أصبحت زامبيا دولة مستقلة في 1964م. وعاصمتها لوساكا، وهي أكبر مدنها. * * نظام الحكم * ينتخب شعب زامبيا رئيس الدولة والحكومة، كما ينتخب الشعب أيضًا 150 عضوًا للجمعية الوطنية، وهي الهيئة التشريعية للبلاد وتستغرق مدة عضوية الرئيس وأعضاء الجمعية الوطنية خمسة أعوام. يعين الرئيس الوزراء من بين أعضاء الجمعية الوطنية، والاقتراع حق لجميع من تزيد أعمارهم على 18 عامًا. * * الموقع * توجد زامبيا في وسط جنوب القارة الإفريقية، وهي دولة داخلية لا سواحل لها، تحدها تنزانيا من الشمال الشرقي وزائير من الشمال، وأنغولا من الغرب وملاوي وموزمبيق من الشرق، ومن الجنوب زمبابوي وبتسوانا ونامبيا. وتبلغ مساحة زامبيا (752،614 كم)، وسكانها سنة 1408 ه - 1988 (7871000 نسمة والانجليزية لغة البلاد الرسمية، إلى جانبها تسود لغات أخرى للبانتو ومنها لغة تونجا وبمبا ونيانغا ولوزى. * * التركيبة السكانية * معظم الزامبيين من الإفريقيين الذين يتحدثون لغات البانتو، وهناك أكثر من 70 مجموعة عرقية، وثماني لغات محلية يتحدثها الزامبيون، كما يتحدث العديد من سكان زامبيا الإنجليزية، وهي اللغة الرسمية للبلاد. * * الاقتصاد * يمثل النحاس أكثر من 80٪ من عائد الصادرات في زامبيا، وتقع أربعة مناجم كبيرة، وعدد من المناجم الصغيرة في المنطقة التي تسمى حزام النحاس، التي تقع على طول حدود زامبيا مع زائير. * * الدين * استنادا لإحصائيات أجريت عام 2000 فإن 87% من السكان مسيحيون، 1% مسلمون وهندوس، 7% أديان ومعتقدات مختلفة، 5% لا دينيون. * * المسلمون في زامبيا * يعيش في زامبيا 189000 من المسلمين وهم يمثلون نسبة قليلة من مجموع السكان، ولهم فيها عدد من المؤسسات أهمها: * الجمعية الإسلامية: وتشرف على المساجد و شؤون العاملين. * جمعية الشباب المسلم: وينتمي معظم أعضائها إلى الهند والباكستان. * رابطة المسلمات. وللمسلمين في زامبيا مسجدان أحدهما للهنود والآخر للإفريقيين.