سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
''الجزائر أحق بأن تكون دولة محورية في منطقة الساحل تحقيقا لأمنها القومي'' خبراء يؤكدون اعتماد باريس على تاريخها الاستعماري وواشنطن تراهن على الأمن الذكي
أجمع الخبراء والأساتذة الجامعيون على ضرورة تغيير السياسة الجزائرية في منطقة الساحل، من خلال أخذ المبادرة والتحرك بشكل واسع في أية شراكة أو تعاون أو تنسيق وفق ما يقتضيه الوضع، استثمارا في الاعترافات المتتالية لمختلف الهيئات الدولية والعواصم الغربية حول الدور الريادي الذي لعبته الجزائر في استتباب الأمن وبسط الاستقرار في المنطقة، وحذروا من مغبة فسح المجال أمام الدول الغربية التي تتربص بالمنطقة تحت غطاء محاربة الإرهاب، موضحين أن التحرك الغربي في منطقة الساحل من شأنه أن يؤزم الأوضاع ويجعل مستقبل البلاد مهددا، خاصة بعد التحرك الإسرائيلي الخفي وتحت غطاء المؤسسات الاقتصادية والهيئات الإنسانية والأمنية الإقليمية• ذكر أمس مستشار رئيس الجمهورية، الحقوقي عبد الرزاق بارة، خلال تدخله في ندوة نظمها مركز جريدة ''الشعب'' للدراسات الإستراتيجية، تحت عنوان ''سياسات الدول الكبرى في الساحل الإفريقي''، أن الجزائر معنية بدرجة كبيرة بما يحدث في منطقة الساحل، وأن الحفاظ على استقرار المنطقة وتحريك عجلة التنمية يبقى من الأهداف الأساسية للسلطات العمومية التي تحقق الأمن القومي للبلاد، موضحا أن الإجماع الدولي والاعتراف بالدور الريادي للجزائر في منطقة الساحل على جميع المستويات، بما فيها تحريك الشراكة بين الدول لأجل تحقيق التنمية، يجعل الجزائر أجدر وأحق بأن تكون دولة محورية في المنطقة، وأن نجاحها يضمن الأمن والاستقرار ويفتح مجال التنمية في منطقة الساحل• وقال أمس الباحث والمختص في العلاقات الخارجية الفرنسية في منطقة الساحل، صالح سعيود، إن فرنسا تضع منطقة الساحل ضمن أولوياتها الكبرى التي تضمن ديمومة قوتها ومنبع اقتصادها، فمن جهة تنظر إليها على أنها مستعمرات سابقة، ومن جهة أخرى على أنها تنتمي إلى الفرنكوفونية العالمية• وقال ''الحديث الذي تتداوله الدوائر الفرنسية يذكر أنه لا مستقبل لفرنسا دون أفريقيا''، ما جعل باريس تتعامل مع دول الساحل على أساس المصلحة الفرنسية، وأن التعاون الأمني والدعم هدفه دفع الآخر لمواجهة التهديدات الإرهابية والإجرام المنظم، من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، باعتبار أن النفط الإفريقي في المنطقة يصل إلى 9 بالمائة من ما هو موجود في العالم، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه، وحسب الدراسات الغربية، فإن دول الساحل ستصبح من الدول المنتجة للنفط• وحذر صالح سعيود من التحرك الفرنسي في المنطقة بعد أن وضعت عددا من القواعد العسكرية في المنطقة بحجة المساعدة وتأمين مصالحها الاقتصادية في النيجر والتشاد وموريتانيا، ووصل الأمر إلى مرور طائراتها العسكرية يوميا عبر المنطقة، بما فيها الجنوب الجزائري، قائلا'' فرنسا أصبحت على علم بكل ما يحدث في منطقة الساحل''، مما يجعلها تصل إلى تحقيق رغبتها في إقامة ما يعرف بالدولة الوظيفية• وأشار المتحدث إلى التواطؤ الكبير الذي تعتمده فرنسا في منطقة الساحل مع إسرائيل لتمكينها من التحكم في إفريقيا، والذي من شأنه أن يرهن مستقبل الاستقرار في المنطقة من خلال زرع الفوضى وتحريك النزاعات لتثبيت التوغل والتدخل الفرنسي، موضحا أن باريس أصبحت تضخم حديثها عن التهديد الإرهابي في منطقة الساحل وتسويق ذلك للرأي العالمي لرفع درجة تواجدها من خلا ل المساعدات والتعاون حسب ما تدعيه•