دعا منتدى ''السنهوري'' للمحامين والقضاة والحقوقيين العرب، الحكومتين المصرية والجزائرية إلى وقف التصريحات التي من شأنها تأجيج الكراهية بين الشعبين، بينما وجهت نداء إلى وسائل الإعلام لتبني خطاب عقلاني يرتكز على تقديس العلاقات التاريخية بين شعبي البلدين والتوقف عن خطاب الكراهية، وهو الخطاب الذي روجت له الفضائيات المصرية ولم يكبحه المسؤولون السياسيون الذين يعملون حاليا من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه في العلاقات الجزائرية المصرية• واعترف صاحب المبادرة، المحامي منتصر الزيات، بالتهويل الإعلامي الذي مارسه إعلاميون وفنانون مصريون، بعد المباراة الفاصلة بين الجزائر ومصر في الخرطوم• وقال منتصر الزيات خلال مؤتمر صحفي عقده أول أمس منتدى ''السنهوري'' للمحامين والقضاة والحقوقيين العرب بمركز ''هشام مبارك'' للقانون، إن حجم المعلومات التي وردت من السودان على لسان هؤلاء مبالغ فيها، حسب ما نقلته أمس صحيفة ''اليوم السابع''• وأوصى المنتدى بضرورة تنظيم زيارة للجزائر من طرف وفد من النخبة المصرية من أجل تهدئة الأوضاع بين البلدين، وهي المبادرة التي يستحسنها الساسة في مصر، أو يحتاجون إليها بتعبير أدق، وعلى رأسهم الرئيس حسني مبارك بدعوته أمس الإعلام إلى توقيف حملته ضد الجزائر• لكن منتصر الزيات، ونقلا عن نفس المصدر، أكد أن المحامين لن يقدموا اعتذارات لأحد بقصد صنع مناخ هادئ ومتزن يسمح بحوار موضوعي• ولم توضح مهمة الوفد المصري في زيارته للجزائر إن كان هذا الأخير لن يعتذر على الأقل على حرق العلم الجزائري من طرف محامين مصريين، وبالمقابل اعترف المحامي بصعوبة المهمة وقال إن ''البعض في مصر والجزائر يريد إقصاء العلاقات التاريخية بين البلدين وإلغاء كلمة العروبة'' على حد تعبيره• من جهته وجّه مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين انتقادات شديدة للنقيب بسبب دعوته إلى قطع العلاقات مع الجزائر وطرد السفير، وقال محمد فهمي الدماطي ''من يريد أن يكون نقيبا عليه أن يكون صاحب مسؤولية'' مذكرا بدعم الدولتين إحداهما للأخرى خلال الحرب• وعبر محمد طوسون عضو النقابة عن أسفه للأحداث التي أسقطت العديد من المؤسسات المصرية، أولاها الدبلوماسية المصرية، التي أخذت مكانها الدبلوماسية الشعبية، وكلفت مصر ما كلفته من تدهور علاقاتها مع الجزائر، وهي الآن تسعى لاستدراك الأمر من أعلى هرم السلطة•