تعرف معاصر الزيتون بعنابة إرتفاعا كبيرا في معدل الإنتاج هذه السنة، خاصة بعد أن تخلت العائلات القروية عن الطريقة التقليدية• وحسب مديرية الفلاحة فإن أغلب المعاصر تنتج كميات معتبرة تترواح ما بين 40 إلى 45 لتر من كل قنطار، وعليه حسب وفرة المنتوج، سيكون هناك استقرار في الأسعار التي تترواح بين 300 دج و400 دج دون أن تتأثر بندرة المخزون الذي تم استهلاكه من احتياط السنة الماضية، على اعتبار أن ولاية عنابة سجلت تراجعا كبيرا في قطاع الزيتون العام الماضي• وحسب المختصين في القطاع، فإن المحصول مرتفع من حيث الكم، حيث يشهد الموسم زيتونا وفيرا يترواح ما بين 30 و 40 لترا من كل قنطار على مستوى المعاصر الحديثة، و10 إلى15 لترا بالمعاصر التقليدية، وذلك مرتبط بوفرة تساقط الأمطار، ناهيك عن تخصيص برنامج التنمية الزراعية الذي وجه للإعتناء بالأشجار، بالموازاة مع دعم الفلاحة الجبلية• وحسب بعض الفلاحين، فإن أغلب المستثمرين توافدوا على عملية العصير مبكرا لربح الوقت والمحافظة على المحصول المتواجد على مستوى المعصرة• كل هذه العوامل ساهمت في الإنتشار الواسع للمعاصر الحديثة، والتي يقابلها تراجع في معدل المعاصر التقليدية التي بدأت تندثر، خاصة تلك الموزعة بقرى التريعات وسرايدي وبرحال ووادي العنب• والجدير بالذكر أن بعض النسوة مازلن يعتمدن على عصر الزيتون بالطريقة التقليدية واستخلاصه دون أن يمزج بالماء، فهذا النوع من الزيوت، تقول خالتي الزهرة، بالغ الفائدة لأنه يتوفر على منافع صحية لا يعرفها إلا أهل القرى• وفي سياق متصل، يقول الحاج محمد ل ''الفجر'': جني الزيتون قبل النضج يؤدي إلى انخفاض في كمية الزيت، وبالتالي يجب انتظار الوقت المحدد وقد يستمر في أغلب الأحيان إلى نهاية شهر مارس''• ويضيف هذا الأخير أنه يستحسن عدم استعمال العصا، لأنها قد تضر كثيرا الأشجار• وطريقة نقل الزيتون أيضا تلعب دورا في الحفاظ على نوعيته الخاصة• أما عملية الحفظ، يقول الشيخ، يجب أن تتم في أواني زجاجية حتى لا تفقد فعاليتها• والجدير بالذكر أن الزيتون يعتبر مصدر دخل رئيسي للعديد من العائلات بعنابة، وتعتبر شجرة الزيتون مباركة عند المزراعين لأنها مرتبطة بالإرث الثقافي والتاريخي لكل منطقة، خاصة أن عملية الجني لها مكانة اجتماعية واقتصادية متميزة في حياة سكان بونة، ناهيك عن توفير مناصب شغل موسمية للبطالين الذين يعملون على نقل وتحويل الزيتون، أو ما يعرف بالتويزة•