استنكر المناضل الجزائري لخضر بورقعة، في تصريح ل''الفجر''، الحملة المسعورة التي قام بها الإعلام المصري على الجزائر حكومة وشعبا وتاريخا، مضيفا أن مباراة كرة قدم بين الجزائر ومصر كسرت جسرا لطالما ربط بين المغرب والمشرق، في كبرى القضايا العربية، هذا الجسر الذي تكسّر فعليا بمعاهدة كامب ديفد• وثمّن بورقعة موقف السلطات الجزائرية وعدم نزولها للمستوى الذي ظهر به بعض المسؤولين المصريين، واعتبره انتصارا للدبلوماسية الجزائرية، فالمسألة - يضيف محدثنا - أكبر مما يقال، وأعمق من مباراة كرة قدم• مضيفا أن الحكومة الجزائرية وجدت من ينوب عنها في الرد بكل أدب وأخلاقية ومهنية، في إشارة للإعلام الجزائري، الذي قال عنه إنه ''وفّى وكفّى''• بورقعة الذي قال إنه أغلق جهاز التلفزيون أثناء المباراة الفاصلة التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره المصري، ولم يشغّله إلا بعد سماعه لأهازيج الاحتفالات، أثناء نزول الجزائريين للشارع، حيث تأكد من انتصار ''الخضر''، قال إن ثورتنا ثورة أخلاق وقوتها في أخلاقها، ولا يستطيع أحد التشكيك في شهدائها، أو سبّها، مستغربا عملية حرق العلم الجزائري من قبل رجال القانون المصريين، وسرد لنا قصة أحد المجاهدين وكان مكلفا بالدعاية والإعلام إبّان الثورة، والذي أعدّ منشورا وصف فيه اللون الأزرق في العلم الفرنسي، بسارق السماء، والأبيض بكفن الشعوب التي قتلتها فرنسا، والأحمر بدماء الأبرياء التي أراقت دماؤهم، وحين علم بذلك المسؤول عنه وكان محمد بوقرة رحمه الله غضب منه غضبا شديدا، وقال له ثورتنا تكمن قوتها في أخلاقها، ونحن في حرب مع فرنسا نحو 130 سنة، لكننا لا نسب رمزها، وفرنسا لديها السلاح، والجيش ونحن لدينا الأخلاق - يضيف بورقعة• ولم يخف المجاهد بورقعة اطمئنانه مما وصفه بهستيريا مخلّفات مباراة كرة قدم، وقال إن ما تناوله الإعلام المصري وأقدم عليه في حق الشعب الجزائري وثورته، تحت وطأة سكوت الحكومة المصرية، مجرد سحابة عابرة، وسيتفطن المصريون لما اقترفوه في حقنا بعد جويلية القادم، لكن بعد فوات الأوان، متسائلا بماذا حرّرتنا مصر، ببضع دقائق في صوت العرب، أم باتخاذها موقفا من الثورة، فهذا يقول عنه بورقعة تحصيل حاصل من دولة عربية اتجاه أخرى• وأبدى بورقعة أسفه الشديد مما جرى من أحداث على هامش المباراة، وكذا تداعياتها على العلاقات بين البلدين، خاصة من ردود الأفعال المصرية، مضيفا أنه ينبغي على الدول العربية توحيد الصفوف للتخلص من الاستعمار الحقيقي الذي نجح في تمزيق وحدتها• ويرى لخضر بورقعة أنه آن الأوان للجزائر تجسيد الفكرة التي ناضلت من أجلها وكانت من بين مبادئ الثورة التحررية، على أرض الواقع، وهي اتحاد المغرب العربي الكبير، خاصة وأننا رأينا وقفة الأشقاء مع المنتخب الجزائري، وتنقّلهم لمناصرته، وكذا دفاعهم عن الجزائر عبر قنواتهم•