* مهري يستنكر إثارة الجدل حول القضية ومحساس يفضل الصمت * بورقعة: عبد السلام بلعيد له حسابات مع عبان الذي وبّخه أثناء الثورة . * ياسف سعدي: أتحدى من يتهمون عبان بالخيانة أن يقدموا دليلا واحدا عثمان لحياني أعاد التصريح الذي أدلى به رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام من ولاية سطيف بمناسبة الاحتفال بذكرى هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام، بشأن قرار اغتيال الشهيد عبان رمضان الذي اعتبره "قرارا يتعلق بالمصلحة العليا للثورة"، الجدل السياسي والإعلامي حول القضية. وفي هذا السياق، استنكر لخضر بورقعة أحد أهم قادة الولاية الرابعة التاريخية، التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام في محاضرته التي ألقاها بولاية سطيف والتي أكد فيها أن عملية "اغتيال الشهيد عبان رمضان تمت للحفاظ على مصلحة الثورة ولإبعاد النزعة الشخصية عن تسيير الثورة". وقال بورقعة في تصريح ل "الشروق اليومي" أنه "من غير الأخلاقي أن يموت عبان مرتين وأن يتم الحديث عنه بهذه الصورة من طرف بلعيد عبد السلام". وكشف أن هذا الأخير "له حسابات مع عبان رمضان الذي وجّه له توبيخا عندما كان بلعيد مسؤولا في الحركة الطلابية"، مشيرا إلى أن عبان "توفي ولا يستطيع الدفاع عن نفسه". وأوضح بورقعة أن تصريح بلعيد عبد السلام هو "تصريح مناضلين سياسيين كانوا بعيدين عن ساحة المعركة"، مضيفا أن "اغتيال عبان كان خطأ جسيما في التقدير السياسي"، مؤكدا أن عبان رمضان هو الذي ملأ فراغ الثورة بعد مرحلة الغموض التي سادت الثورة في الفترة الممتدة بين 54 و56، بسبب غياب الاستمرارية بين نداء أول نوفمبر والواقع الذي فرضته تطور الأوضاع، نافيا أن يكون عبان رمضان قد قام بانقلاب على مشروع الثورة. واعتبر بورقعة انه إذا أدين عبان بذلك، فيجب إدانة كامل المجموعة التي رافقته في مؤتمر الصومام بما فيها الشهيد العربي بن مهيدي وكريم بلقاسم وغيرهم من القادة الذين أجمعوا على مقررات الصومام. وكشف المتحدث أن عبان هو الذي مكن الثورة من مقاومة حركات مناهضة للثورة. وقال بورقعة "أنا كنت قائدا ميدانيا كان لدينا غموض في البرنامج السياسي والعسكري وأعرف التأثيرات الميدانية الإيجابية للعمل الذي قام به عبان رمضان". وفي نفس السياق قال عبد الحميد مهري الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني وأحد قادة الثورة الجزائرية إنه يرفض "التورط في الجدل السياسي والإعلامي" الذي أثاره تصريح رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام. وأوضح مهري في تصريح ل "الشروق اليومي" "أنا لا أدخل في مجادلات سياسية من هذا القبيل، لأن موقفي معروف من مؤتمر الصومام وما تلا ذلك من تداعيات. وأعتقد أن البلاد في حاجة إلى إثارة ملفات أخرى بعيدة عن الجدل"، في تلميح منه إلى رفض إثارة ملف اغتيال عبان رمضان مجددا كلما حلّت مناسبة 20 أوت. في الوقت الذي رفض علي محساس طرح وجهة نظره حول القضية "واعتبر أنها لم تعد من اهتماماته بسبب إثارة القضية بشكل مناسباتي". من جهته، قال ياسف سعدي أحد "كوادر" الثورة التي فجرت معركة الجزائر، إن عبان رمضان "لم يكن يوما خائنا للثورة، بل أن الرجل الذي وضع أولى أسس الدولة الجزائرية" المستقلة بفضل جهوده التي قام بها في مؤتمر الصومام. وأكد ياسف سعدي في حوار ل "الشروق اليومي" أن هناك بعض قيادات الثورة تآمروا على عبان واغتالوه قائلا "أتحدى أن يقدم من يتهمون عبان بالخيانة أن يقدموا دليلا واحدا على ذلك". وكان رئيس المجلس الأعلى للدولة الأسبق علي كافي قد أكد في مذكراته التي أصدرها خلال صائفة 2004 أن عبان رمضان "انحرف على خط الثورة وحاول تجاوز القرار الجماعي وأنه دخل في مفاوضات مع فرنسا بشكل منفرد ودون استشارة القيادة السياسية للثورة"، وهو الموقف الذي دفع بعائلة عبان رمضان إلى رفع دعوى قضائية ضد كافي والمطالبة بسحب المذكرات من السوق وهو ما انتهت إليه القضية.